للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولذلك ذكره الذهبي فى تذكرة الحفاظ (١)، وقال في موضع آخر من كتبه: "رزق ذكاء مفرطا وذهنا سيالا ... " (٢)، واستعان ابن حزم -على الحفظ- بأكل اللبان (٣)، فبرص وأصابته زمانة (٤).

٢ - وكان ابن حزم أشد الناس اتصافا بالوفاء: وأصدقهم معاشرة لكل مَنْ يداخله ولو لساعة، وإنه ليقول في ذلك: " ... لا أقول قولي هذا ممتدحا، ولكن آخذ بأدب الله عز وجل: "وأما بنعمة ربك فحدث" لقد منحني الله عز وجل من الوفاء لكل من يَمُتُّ إليَّ بِلُقية واحدة، ووهبني من المحافظة لمن يتذمم مني، ولو بمحادثته ساعة- حظا أنا له شاكر وحامد، ومنه مستمد ومستزيد، وما شيءٌ أثقل عليَّ من الغدر، ولعمري ما سمحت نفسي قط في الفكرة في إضرار مَنْ بيني وبينه أقل ذمام، وإن عظمت جريرته وكثرت إليَّ ذنوبه، ولقد دهمني من هذا غير قليل فما جزيت على السوءى إلا بالحسنى، والحمد لله على ذلك كثيرا" (٥).

وكان ابن حزم يجد شدة في معالجة ما كان عليه من صفة الوفاء التي


(١) انظر: التذكرة (ج ٣/ ص ١١٤٧).
(٢) انظر: سير أعلام النبلاء (ج ١٨/ ص ١٨٦).
(٣) اللبان: نبات من الفصيلة البخورية يفرز صمغا، ويسمى الكندر، انظر: القاموس مادة لبن (ص ١٥٨٦).
(٤) هذا ما نقله أبو الخطاب ابن دحية وانظر: سير أعلام النبلاء (ج ١٨/ ص ١٩٨) وطبقات علماء الحديث (ج ٣/ ص ٣٤٥).
(٥) انظر: طوق الحمامة ضمن رسائل ابن حزم (ج ١/ ص ٢١٠).