وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والحاكم من حديث الحسن عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا فمن لم يأكله أصابه من غباره»، قال الحاكم:"صحيح إن صح سماع الحسن من أبي هريرة"، قال الذهبي:"سماع الحسن من أبي هريرة بهذا صحيح". انتهى.
وهذا الحديث مطابق لحال أهل البنوك ومن يعاملهم بالمعاملات الربوية، وفيه عَلَم من أعلام النبوة؛ لأنه قد وقع ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فشو الربا وكثرة من يأكله.
وروى الإمام أحمد والبخاري والدارمي والنسائي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام».
وهذا الحديث أعم من الحديث الذي قبله فيدخل فيه أهل البنوك ومن يعاملهم بالمعاملات الربوية، ويدخل فيه غيرهم من الذين ليس فيهم تقوى ولا ورع يحجزهم عن أكل المال بالباطل وأخذه من أي طريق حصل لهم.
وروى الطبراني في الأوسط عن أبن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«بين يدي الساعة يظهر الربا والزنا والخمر»، قال المنذري والهيثمي:"رجاله رجال الصحيح".
وفي هذا الحديث عَلَم من أعلام النبوة؛ لأنه قد وقع ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ظهور الربا ولا سيما في البنوك التي قد كثرت في البلاد الإسلامية وفي جميع أنحاء العالم، وسيأتي -إن شاء الله تعالى- ذكر الأحاديث التي قد جاء فيها أن ظهور الربا والزنا سبب لحلول العقوبة.
ولا يخفى على من له علم وفهم ما في كتابة الفتان من الحث على أكل الربا وأخذ المال من غير حِلِّه والإعانة على ظهور الربا بين المسلمين، وبهذا العلم الشيطاني يكون الفتان من المعتدين الداخلين في عموم قوم الله -تعالى-: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}، ومن الداخلين أيضا فيما أخبر به رسول الله