[١] لصلاة التطوع منافع عميمة وفوائد عظيمة، فقد شرعها الله تعالى لنا رحمةً بنا لجبر ما عسى أن يكون حصل من نقصٍ في صلاة الفريضة، فإن الإنسان لا يكتب له من صلاته إلا ما عقل منها فقد يكتب له نصف الصلاة أو ربع الصلاة أو عشرها فلهذا شرعت هذه الصلاة لسدِّ الثغر وترقيع الخرق:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح و إن فسدت فقد خاب و خسر و إن انتقص من فريضة قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك.
(حديث عمار الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرجل لينصرف و ما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها.
[٢] أن النوافل سبب نيل حب الله تعالى وسبباً في أن يكون مقبولاً في الأرض:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلىَّ عبدي بشيءٍ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليِّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله الذي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيءٍّ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.
(حديث قتادة بن النعمان الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء.