{تنبيه}: هذا النوع من الشعر المحمود يجب على طالب العلم أن يراعي فيه أن لا يشغل وقته كله أو معظمه بحيث يشغله عن الكتاب والسنة والعلوم الشرعية، فلو حصل ذلك لكان محرماً.
(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا.
الشاهد من الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عبَّر بالامتلاء، فنبه أنك أيها الإنسان لو ملئت جوفك قيحاً خيرٌ لك من أن تملأه شعراً، وعلى هذا فيؤخذ من الشعر بقدر الحاجة فقط.
ثانياً النوع المحرم:
وهو ما كان فيه مدحٌ بالباطل أو ذمُ قومٍ بالباطل أو قول زورٍ أو بهتان، وعليه يحمل قوله تعالى:(وَالشّعَرَآءُ يَتّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ٢٢٤،أَلَمْ تَرَ أَنّهُمْ فِي كُلّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ)[الشعراء / ٢٢٦:٢٢٤]
ومنه الهجاء بغير حق:
(حديث عائشة في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أعظم الناس عند الله فرية: لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها و رجل انتفى من أبيه و زنى أمه.
(حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته و إن لم يكن فيه فقد بهته.
(حديث عائشة في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - حبكَ من صفية كذا وكذا - تعني قصيرة - فقال: لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجَت بماء البحر لمزجته.
*معنى مزجته: أي خالطته مخالطةً شديدةً يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها، وهذا من الزجر.