وهو ما كان فيه مدحٌ بالباطل أو ذمُ قومٍ بالباطل أو قول زورٍ أو بهتان، وعليه يحمل قوله تعالى:(وَالشّعَرَآءُ يَتّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ٢٢٤،أَلَمْ تَرَ أَنّهُمْ فِي كُلّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ)[الشعراء / ٢٢٦:٢٢٤]
ومنه الهجاء بغير حق:
(حديث عائشة في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أعظم الناس عند الله فرية: لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها و رجل انتفى من أبيه و زنى أمه.
حكم الشعر:
مما يُجدر ذكره في هذا المقام أن الشعر ليس كله مذموم ولا محرم بل هو بمنزلة الكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام بنص السنة الصحيحة
(حديث عائشة في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الشعر بمنزلة الكلام فحسنه كحسن الكلام و قبيحه كقبيح الكلام.
أولاً النوع الجائز منه:
هو ما يكون فيه مدحٌ للإسلام والمسلمين ونصرة الحق وأهله، وعليه تحمل الأحاديث الآتية
(حديث أبي ابن كعب في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من الشعرِ حكمة.
وقد يكون الشعر من الجهاد باللسان.
(حديث أنس في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم.
(حديث أنس في صحيحي الترمذي والنسائي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة يمشي بين يديه وهو يقول
خلوا بني الكفارِ عن سبيله ... اليومَ نضربكم علي تنزيله
ضرباً يَزِيلُ الهامَ عن مَقِيله ... ويذهلُ الخليلُ عن خليله
فقال عمر: يا ابن رواحة لِلَّهِ بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي حرم الله عز وجل تقول الشعر لِلَّهِ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: خلِّ عنه يا عمر فلهي أسرعُ فيهم من نضح النَّبل.