(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يومٍ خمساً، ما تقولُ ذلك يبقي من درنه؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئاً، قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا.
من آداب العالم أن لا يتسرع في الفتوى ولا يكن همُّه خلاص السائل وليكن همُّه خلاص نفسه فإن السلامة لا يعدلها شيء:
(حديث أبي هريرة في صحيح أبي داود) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه و من أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه.
من آداب العالم أن يطبق العلم حتى ينجو من مقت الله تعالى:
(حديث أسامة في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يُؤتى بالعالم يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلقُ أقتا به فيدور حولها كما يدور الحمار حول الرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ويحك، مالك كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه.
(حديث جندب ابن عبد الله في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال مثل العالم الذي يعلم الناس الخير و ينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس و يحرق نفسه.
(حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت وفت فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون و يقرءون كتاب الله و لا يعملون به.
من آداب العالم أن يجعل يوماً لموعظة النساء تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -:
(حديث أبي سعيد في الصحيحين) قال قالت النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم - غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك فوعدهنَّ يوماً لقيهنَّ فيه فوعظهنَّ وأمرهنَّ فكان فيما قال لهن: ما منكنَّ امرأةٌ تقدم ثلاثةً من ولدها إلا كان لها حجابٌ من النار فقالت امرأةٌ واثنين قال واثنين.