ويتضمن هذا المعنى: بداية خلق آدم، عداوة الشيطان للإنسان، الدنيا قاعة امتحان، أدوات الامتحان والإجابات الصحيحة، تسجيل الإجابات والرقابة على الامتحان، نهاية الامتحان، يوم النتيجة وتوزيع الشهادات، وذهاب الناجحين إلى الجنة، وسوق الراسبين إلى النار.
مثل قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} [الأنعام: ١٦٥].
وقوله تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (٤٨) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: ٤٨، ٤٩].
[الرسائل الإلهية]
الله عز وجل أخبرنا بأنه لا تدركه الأبصار، ولا سبيل لمعرفته إلا من خلال ما أتاحه لنا من معلومات عنه سبحانه، هذه المعلومات أودعها الله في مخلوقاته، وجعلها آيات تدل علي وتذكر به.
قال تعالى: {وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: ٢٢١].
وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الروم: ٢٤].
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأحقاف: ٢٧].
[كيف ربى الله رسولنا صلى الله عليه وسلم على تمام العبودية؟]
فنتأمل في رحلتنا المباركة مع القرآن التوجيهات التي وُجهت لحبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، ونعمل على أن ننهل منها لنقتفي أثره صلى الله عليه وسلم في عبوديته لربه.
مثل قوله تعالى: {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا} [الإسراء: ٢٢].
وقوله: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (١٣٠) وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٣١) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: ١٣٠ - ١٣٢].
[السنن الاجتماعية الحاكمة للحياة]
من خلال هذا المعنى نتعرف من القرآن على القوانين التي تجلب للناس السعادة أو الشقاء، ولقد تم شرح هذا الموضوع بشيء من التفصيل في الفصل الثاني (جوانب الهداية في القرآن).
هذه القوانين كالمعادلات الرياضية، لابد أن يكتمل الطرف الأول ليتحقق الطرف الثاني، والملاحظ أن الطرف الأول دائما يكون هو العبد وما يفعله.
ومن هذه القوانين قانون النصر والهزيمة، والتيسير والتعسير، سلب النعم، هلاك الأمم، الحياة الطيبة ..
مثل قوله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: ٧].
وقوله: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: ١١].
وقوله: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: ٥ - ٧].