- وكذلك حقوق العباد بعضهم على بعض، كقوله تعالى: {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (١٨١) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [الشعراء: ١٨١، ١٨٢].
- ونرى فيها القوانين والسنن الإلهية وهي تُطبق في الوقت المناسب الذي حدده الله عز وجل، قال تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (٧٤) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (٧٥) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ} [هود: ٧٤ - ٧٦].
- وفي قصص السابقين تطبيق عملي للسنن الاجتماعية التي يحكم الله بها الحياة ... تأمل قول الله عز وجل وهو يعرض لنا سنة من سننه:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأنفال: ٥٣]، ثم يعطينا سبحانه وتعالى نموذجا من قصص السابقين كتطبيق عملي لهذه السنة في الآية التي تليها مباشرة، قال تعالى:{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ}[الأنفال: ٥٤].
- ومن خلال تدبرها نكتشف أن الشبهات التي يُثيرها المكذبون متشابهة على مر العصور، مثل قوله تعالى:{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ}[القصص: ٤٨].
- وفي قصص السابقين نستشعر بأن الكون يتفاعل معنا؛ فتبكي السماء والأرض على موت الصالحين، ولا تبكي على موت الظالمين:{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ}[الدخان: ٢٩].
وكأننا نسمع النملة التي تحدثت مع أخواتها من النمل، فيسمعها نبي الله سليمان عليه السلام، ونتجاوب مع الهدهد التي اشتدت غيرته على دين الله عندما رأى قوما يسجدون للشمس من دون الله.
[سؤال وجواب]
بعد انتهاء الحديث عن الجوانب العشرة للهداية الربانية يبقى سؤال يحتاج إلى إجابة، وهو: هل القرآن لا يحتوي إلا على هذه الجوانب العشرة التي ذُكرت .. وهل من الممكن أن نُضيف إليها جوانب أخرى؟
نعم .. يُمكننا ذلك، فليس معنى ما قيل في الصفحات السابقة هو حصر الهداية في هذه الجوانب العشرة فقط، فمن وجد جانبا أو أكثر يُمكن إضافته لما سبق فليفعل، والله المستعان.