للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وناصر مذاهبهم بما هو القاطع القاصم المحسن الحاكم بن كرامة ... » «١».

٣) وبعد، فإن مذهب الزيدية الكلامي هو الاعتزال، ولا يختلف الزيدية عن المعتزلة في الأصول إلا في مسألة الامامة «٢» - وهي في الأصل مسألة فقهية يشيرون إليها في الأصول لأهميتها- قال الحاكم: «ومن أصحابنا البغدادية من يقول: نحن الزيدية، لأنهم كانوا مع أئمة الزيدية والمبايعين لهم والمجاهدين تحت راياتهم، ولاختلاطهم قديما وحديثا، ولاتفاقهم في المذهب» «٣» وقد ارتقى أيضا بسند المعتزلة من شيوخه حتى انتهى به إلى علي بن أبي طالب «٤» ونقل عن أبي علي الجبائي أنه همّ أن يجمع


(١) نزهة الأنظار ورقة ١٧ وقد أورد يحيى بن حميد تعريفا للعدلية ينطبق على المعتزلة تماما، ثم قال: وكل المعتزلة عدليون إلا من شذ منهم فبشيء لا يخل بالعدل! وقال الحاكم من جهة أخرى: «واعلم أن اسم الاعتزال وإن كان وقع أولا على من يقول بالوعيد والمنزلة بين المنزلتين، فقد صار في العرف اسما لمن يقول بالتوحيد والعدل وينفى التشبيه والجبر سواء وافق في الوعيد أو خالف، وسواء خالف في مسائل الإمامة أو وافق وكذلك في فروع الكلام» شرح عيون المسائل ١/ ورقة ٦٧.
(٢) بعد أن تحدث الحاكم عن فرق الزيدية السابقة على عصره- الجارودية والأبترية- قال: «والزيدية يومنا هذا فرقتان: قاسمية ينتسبون إلى الإمام أبي محمد القاسم بن إبراهيم، والناصرية ينتسبون إلى الناصر إلى الحق الحسن بن علي عليه السلام» ثم قال: «ولا خلاف بين الفريقين في التوحيد والعدل والنبوات، وإنما خلافهم في فروع الفقه» شرح العيون ١/ ٢٣.
(٣) شرح العيون ١/ ورقة ٥٠.
(٤) شرح العيون ١/ ٥٢.

<<  <   >  >>