للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جدّه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؛ فحين سئل الإمام زيد ممن رأيه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، من قبل الخارجين معه بالكوفة حين اشتد القتال مع عامل هشام بن عبد الملك، أثنى عليهما خيرا وقال:

أثنى عليهما جدّي وقال فيهما حسنا، وإنما خروجي على بني أمية الذين قاتلوا جدي عليا وقتلوا جدي حسينا، فانفضوا عنه ورفضوه لهذا القول فسموا رافضة، وقاتل بمن بقي معه منهم، الذين دعوا بالزيدية، حتى أتى القتل عليهم جميعا «١» وبالرغم من أن بعض فرق الزيدية بعد قد ادعت النص، وخاض منهم من خاض في الشيخين رضي الله عنهما، وشوّهوا آراء الامام زيد- وبقوا مع ذلك ينتسبون إلى الزيدية أو ينسبون إليهم «٢» - فإن


(١) راجع التبصير في الدين للاسفراييني صفحة ٣٤. وقال الحاكم إن الإمام زيد لما خرج جاءه قوم وسألوه عما يذهب إليه فكان يقول: أبرأ من المارقة الذين كفروا أمير المؤمنين، والرافضة الذين رفضوا أبا بكر وعمر، فتبعه بعضهم وتركه بعضهم، فمن تبعه سموا زيدية ومن خالفه سميت رافضة.
(شرح العيون ١/ ٢٢). والعجيب بعد ذلك أن يعد الملطي الزيدية إحدى فرق الإمامية (التنبيه والرد ص: ٢٥، ٣٨) وأن يعدها البغدادي إحدى فرق الروافض (الفرق بين الفرق ص ٢٩) وأن يقول الأسفراييني إن الروافض يجمعهم ثلاث فرق: الزيدية، والامامية، والكيسانية. (التبصير ص ٣٢)!!
(٢) راجع الفرق للبغدادي صفحة ٣٠ وفرق الشيعة للنوبختي صفحة ٢١ وقال الشهرستاني: «ومالت أكثر الزيدية بعد ذلك عن القول بإمامة المفضول، وطعنت في الصحابة طعن الامامية» - الملل والنحل بهامش ابن حزم ١/ ٢١١ - وفي مسألة النص يقول الحاكم رحمه الله: «فأما ادعاء النص فهو أمر حادث لم يقل به أحد من الصحابة والتابعين، وإنما أظهر هشام وجوب الامام على-

<<  <   >  >>