للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَزِيَادَة ونقصانا، وَالْحَمْد لله الَّذِي بِيَدِهِ الاختراع والإنشاء، [ملك الْمُلُوك] ، يُؤْتِي الْملك من يشا، [ويعز من يشا ويذل من يشا] ، سبق فِي فِي مَكْنُون غيبه القضا [وخفيت عَن خلقه الْأَسْبَاب، وعميت عَلَيْهِم الأنباء] وعجزت عُقُولهمْ عَن أَن تستكشف مِنْهَا كنها، أَو تدْرك مِنْهَا بَيَانا. وَالْحَمْد لله الَّذِي رفع قبَّة السَّمَاء مَا اتخذ لَهَا عمادا، وَجعل الأَرْض فراشا ومهادا، وَخلق الْجبَال الراسية أوتادا، ورتب أوضاعها أجناسا متفاضلة، وأنواعا متباينة متقابلة. فحيوانا ونباتا وجمادا، وَأقَام فِيهَا، على ربوبيته حِكْمَة الأبداع والْآثَار، باهرة الشعاع وإشهارا، وَجعل اللَّيْل وَالنَّهَار، وَالشَّمْس وَالْقَمَر حسبانا، وَقدر لسياسة سياجا لعالم الْإِنْسَان، يضم مِنْهُ مَا انتثر، ويطوي من تعديه مَا نشر، تحمله على الْآدَاب الَّتِي ترشده إِذا ضل، وتقيمه إِذا عثر، وتجبره على أَن لتزم السّنَن، وَيتبع الْأَثر، لطفا مِنْهُ شَمل الْبشر وَحَنَانًا. وَلما عمر الأَرْض بِهَذَا الْجِنْس الَّذِي فَضله وشرفه، ووهب لَهُ الْعقل الَّذِي يفكر بِهِ فِي حكمته حَتَّى عرفه، وَبِمَا يجب لربوبيته الْوَاجِبَة وَصفه، جعلهم دَرَجَات، بَعْضهَا فَوق بعض، فقرا وغنا، وَطَاعَة وعصيانا، وَاخْتَارَ مِنْهُم سفرة الْوَحْي، وَحَملَة الْآيَات، وَأرْسل لَهُم الرُّسُل بالدلايل والمعجزات، وعرفهم بِمَا كلفهم من الْأَعْمَال المفترضات، ليجزي الَّذين أساءوا بِمَا عمِلُوا، وليجزي الَّذين أَحْسنُوا بِالْحُسْنَى، [يَوْم اختبار

<<  <  ج: ص:  >  >>