وَلما توفّي السُّلْطَان أَبُو الْحجَّاج رَحمَه الله، وَولي وَلَده رضى الله عَنهُ، الْأَمر من بعده، كَانَ مماصدر عني الْبيعَة المنعقدة عَلَيْهِ من أهل الحضرة الْعلية والإيالة الْكَرِيمَة النصرية نصا بعد الْفَاتِحَة.
الْحَمد لله الَّذِي جلّ شانا، وَعز سُلْطَانا، وَأقَام على ربوبيته الْوَاجِبَة فِي كل كل شَيْء خلقه برهانا، الْوَاجِب الْوُجُود ضَرُورَة، إِذْ كَانَ وجود مَا سواهُ إمكانا، الْحَيّ القيوم حَيَاة أبدية، منزهة عَن الِابْتِدَاء والانتهاء، فَلَا تعرف وقتا، وَلَا تستدعي زَمَانا، الْعَلِيم الَّذِي يعلم السِّرّ وأخفى، فَلَا يعزب عَن علمه مِثْقَال ذرة فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء، إِلَّا أحَاط بهَا علما، وأدركها عيَانًا، الْقَدِير الَّذِي أَلْقَت الموجودات كلهَا إِلَى عَظمته، يَد الخضوع إسلاما لَهُ وإذعانا، المريد الَّذِي بِيَدِهِ تصريف الأقدار، وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار، فَإِن منع، منع عدلا، وَإِن منح، منح إحسانا، شهد [تدول الْملك] ، بزمام ملكه، وَدلّ حُدُوث مَا سواهُ على قدمه، وأثنت أَلْسِنَة الْحَيّ والجماد على مواهبه وقسمه، وفاض على عوالم السما وَالْأَرْض، بَحر جوده العميم النوال، من قبل سُؤَاله، وَكَرمه، فمامن شَيْء إِلَّا يسبح بِحَمْدِهِ، ويثني على نعمه سرا وإعلاما، فَهُوَ الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، لَيْسَ فِي الْوُجُود إِلَّا فعله، أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر، وَإِلَيْهِ يرجع الْأَمر كُله، وسع الأكوان على تباينها فَضله، وَقدر الْمَوَاهِب والمقاسم عدله، منعا ومنحا،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute