الْقطر الَّذِي انْتهى سَبِيل الْفَتْح الأول إِلَى قاصيته، وأجيلت قداح الْفَوْز بالدعوة الحنيفية على الْإِسْلَام فَأخذ الأسلام بناصيته، كَانَ من فَتحه الأول مَا قد علم حَسْبَمَا سطر ورسم، وَأَن مُوسَى بن نصير وفتاه، حل من فرضة مجازه مَا حل مُوسَى وفتاه، وَحل الْإِسْلَام مِنْهُ دَار قَرَار، وخطة حَقِيقَة بارتياد وَاخْتِيَار، وبلد لَا يُحْصى خَيره، وَلَا يفضله بِشَيْء من المزية مَا عدى الْحَرَمَيْنِ، غَيره، وامتدته الْأَيَّام حَتَّى تأنس الْعَدو لروعته، وخف عَلَيْهِ مَا كَانَ من صرعته، وقدح فأورى، وأعضل داؤه فاستشرى، وَصَارَت الصُّغْرَى، الَّتِي كَانَت الْكُبْرَى. فلولا أَن الله دعم الدّين مِنْهُم بالعمد الْوَثِيقَة حماة الْحَقِيقَة، وأيمة الخليقة، وسلالة مفتتحي الْيَمَامَة، ومقتحمي الحديقة، لأجهز النصل، وأجتث من الدّين الأَصْل. لَا كنهم انتدبوا إِلَى إمْسَاك الدّين بهَا انتدابا، ووصلوا بِالْإِسْلَامِ أسبابا، وتناولها مِنْهُم صقر قبيل الْخَزْرَج، ذُو الحسام المضرج، وَالثنَاء المؤرج، أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن نصر، أَمِير الْمُسلمين المنتدب لإِقَامَة سنة سيد الْمُرْسلين، قدوة الْمُلُوك الْمُجَاهدين، نضر الله وَجهه، وَتقبل جهاده، وشكر دفاعه، عَن حوزة الْإِسْلَام وبلاده. فأقشعت الظلمَة، وتماسكت الْأمة، وكف الْعَدو وأقصر، وَرَأى الْإِسْلَام بِمن استنصر، واستبصر فِي الطَّاعَة من استبصر، وهبت [بِطَاعَتِهِ لله] العزايم، وكرت على الْعَدو الهزايم، وتوارثوا ملكهَا ولدا عَن أَب، مستندين إِلَى عدل وبذل وبسالة وجلالة وَحسب، تتضح فِي أفق الْجلَال نُجُوم سيرهم هادية للسايرين، وتفرق من سطوتهم فِي الله أَسد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute