شارحة، [وَفِي عوالم الْأَرْوَاح سَارِيَة بارحة] ، ولآيات السَّعَادَة والصنايع الْمُعَادَة، قارحة فِي الْقُلُوب إِلَى ظلالها الوارفة جانحة، والعيون لأنوارها الْبَادِيَة لامحة، والألسن بشكرها مادحة، والنفوس فِي انتشاق رياها، [ومعاطاة محياها] تصل الْيَوْم الغادي بالليلة البارحة. وَالْحَمْد لله كَمَا هُوَ أَهله، فَلَا فضل إِلَّا فَضله، وَعِنْدنَا لمقامكم الْعلي، ود صفت موارده العذبة ومشارعه، وإخلاص كَأَنَّهُ الصُّبْح أشرقت مطالعه، وثناء تأرج فِي الأرجاء ذايعة. فَنحْن نعتد بذلك الْملك، الْكَرِيمَة فِي الدّين صنايعه، وتؤمل أصراخه إِذا رَاع الْإِسْلَام رايعه، ونلتمس مِنْهُ علاج هَذَا الْقطر إِذا اضْطَرَبَتْ طبايعه. وَإِلَى هَذَا وصل الله لكم عوايد النَّصْر على أعدايه، وَجعل عزمكم كَفِيلا للدّين ببرء دايه وَإجَابَة ندايه. فإننا ورد علينا كتابكُمْ الَّذِي موقعه عِنْد الْعَدو موقع الكتايب، وخطابكم الْمُشْتَمل على المواعد الصادقة، والعزايم المتلاحقة، والمكارم الغرايب فاجتلينا مِنْهُ سَحَابَة جود صابت على الأرجاء، وتألقت من خلالها بروق الرَّجَاء، وردنا مِنْهُ رَوْضَة تعاهدتها الغمايم. وتفتحت عَن أزهارها الصَّفْرَاء والبيضاء مِنْهَا [الكمايم، فأهلا بِهِ من خطاب، تباري فِي ميدان الْكَمَال قَوْله وَفعله، واشتمل بحلة الْفضل الَّذِي أَنْتُم أَهله، وَشهِدت أغراضه بِمَا لكم من الْملك الرفيع مَحَله، والعز المديد ظله، ونطق بإجابة دَاعِي الله وَرَسُوله مضمنه كُله، أعَاد فِي شرح مكارمكم الحافلة، وَأبْدى وأسدى من كرم الْخلَّة مَا أسدى، وَأهْدى من نفايس الْمُوَالَاة وَالْأَمْوَال، وَصدق الْأَفْعَال، والأقوال، مَا أهْدى. فَكلما تدبرنا فصوله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute