للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتأملنا مَعَانِيه الَّتِي [شرح الْفَخر بهَا] محصوله، واجتلينا مِنْهُ مَعَاني، أَضَاء سَواد الحبر نورها، وحروفا تحمل المداد ظُهُورهَا، أنفسح لنا فِي إنجاز تِلْكَ المواعد ميدان الأمل، وراقنا تظافر النِّيَّة، فِي تِلْكَ المخاطبة السّنيَّة وَالْعَمَل، وَللَّه مَا تحليتم بِهِ من كرم الذَّات، وَكَمَال الصِّفَات، وسعادة السمات، ومضاء العزمات، وَمَا هيأ الله لكم من الْقبُول فِي الْقُلُوب، والمحبة هِيَ عنوان الْعِنَايَة من علام الغيوب وَمَا أنطق بِهِ الْأَلْسِنَة من الثَّنَاء على رفدكم الْمَوْهُوب، وفضلكم الَّذِي اعْترف الْمَوْجُود بِهِ وَالْوُجُوب، ومجدكم الَّذِي تعاضد مِنْهُ الْمَوْرُوث بالمكسوب، زادكم الله من فَضله المرغوب، وسنى لكم من نصر دينه أقْصَى الْمَطْلُوب. فصدعنا بذلك الْكتاب فِي الحفل الْمَجْمُوع، وأشدنا بفضله المرءى والمسموع، وبثثنا أنس حَدِيثه بَين هَذِه الأقطار والربوع، ليثوب الْوَلِيّ مِنْهُ بِالْخَيرِ الْمَشْفُوع، واليسر الْمعِين الينبوع، وينقلب الْعَدو بالروع المروع، وبحكم مسموعة بتنِكير المعارف، وتكسير الجموع، إِن شَاءَ الله. وَألقى إِلَيْنَا رَسُولكُم الشَّيْخ [القايد أَبُو مهْدي ابْن الزرقا] وصل الله سعادته، وحرس مجادته، مَا قصرتموه على المشافهة، من ألطاف الْبر، ومكنون الود الْكَرِيم السِّرّ، فأبلغ فِي أَحْكَام نَقله، بِمُقْتَضى دينه وعقله، واستوعب مَا تحمله عَنْكُم، بِمَا يَلِيق بِمثلِهِ، وَخرج عَن مضمن تِلْكَ الرسَالَة الْكَرِيمَة كُله، وَبسط لنا القَوْل إرسالنا الآيبون [صحبته من بَابَكُمْ الْكَرِيم أعزهم الله] فِيمَا وردوا عَلَيْهِ، من السهل والرحب، والمكارم الهامية السحب، وَمَا تلقوهُ من

<<  <  ج: ص:  >  >>