للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القنيطية، وَفِي ساحته لمرتاد الخصب مُنْتَهى الطية [ومناخ الطية] وَمَا يجاوره من الْحُصُون بِسَبَبِهِ، إِن شَاءَ الله ينتثر سلكها، ويتيسر ملكهَا، فَإِنَّمَا هُوَ دين، اقتضيت مِنْهُ دفْعَة، وَحقّ مُشْتَرك، استخلصت بعضه شُفْعَة، وَبَاب تفتحت مِنْهُ فُرْجَة، وخصام وضحت مِنْهُ حجَّة، وَعَما قريب إِن شَاءَ الله [بمعاهدتكم الْكَرِيمَة] ، نستوفي من الْعَدو الدُّيُون، وتقر باستخلاص ذَلِك الْحق الْعُيُون، وَيفتح الْبَاب، وتتقطع بالخصم الألد الْأَسْبَاب. وموقع هَذَا الْحصن من طاغية الْعَدو، قصمه الله، الْموقع الَّذِي ينغص أنسه، ويوحش نَفسه، وَقد رتب فِيهِ الحماة، واختير لَهُ الرِّجَال وَالرُّمَاة، بخلال مَا يَقع نظركم فِي إِضَافَته إِلَى مَا يرجع لرندة حرسها الله، من الثغور، وتعرف نكرته بِالْإِضَافَة إِلَى علمكُم الْمَنْصُور، فَهُوَ طَلِيعَة الْفتُوح الَّتِي فِي إيالتكم الْعَالِيَة ترتسم، ومبدأ الْحُصُون الَّتِي فِي سلككم الرفيع بحول الله تنتظم. وَانْصَرف الْجَيْش الْمُبَارك عَنهُ، حميد السَّعْي، سديد الرَّمْي، واستنزل مِنْهُ من الْأَعْدَاء، أولى الْقُوَّة والبأس، والنفوس الحمية الأنفاس، جملَة تناهز الماية. لَو لم يكن فِي هَذَا الْفَتْح إِلَّا أَن الْعَدو تكل، دفاعهم عَن حوزته، وَكفى الله الْإِسْلَام شرهم بعزته، وتخلص من كَانَ بِهِ من أسرى الْمُسلمين، وَلَحِقُوا بأهليهم سَالِمين. وَلما كَيفَ الله هَذَا الصنع، قابله مُعظم مقامكم بالشكر الَّذِي يَسْتَدْعِي الْمَزِيد، وَيقرب الأمل الْبعيد، وَعرف بِهِ مقامكم الأسمى، ليَأْخُذ من ذَلِك بالحظ الأوفى، وَالشُّكْر الَّذِي يقرب إِلَى الله زلفى،

<<  <  ج: ص:  >  >>