حَتَّى لم تعدم فِيهِ مرفقة يسوء فقدانها، وَلَا عدَّة يهم شَأْنهَا. فجزاؤكم عِنْد الله موفور الْقسم، وسعيكم لَدَيْهِ مشكور الذمم، كافأ الله أَعمالكُم الْعَالِيَة الهمم، وخلالكم الزاكية الشيم، فقد سعد الْإِسْلَام، وَالْحَمْد لله بملككم الميمون الطَّائِر، وسرت أنباء عنايتكم بِهَذِهِ الْبِلَاد كالمثل الساير، وَمَا هُوَ إِلَّا أَن يستتب اضْطِرَاب الْكفَّار وَاخْتِلَافهمْ، وتنازع الْأَمر [بَين] أصنافهم، فنغتنم إِن شَاءَ الله فيهم الْغرَّة، الَّتِي ترتقبها العزايم الشَّرِيفَة، والهمم المنيفة، وَتجمع شيمكم الْعليا، بَين فَخر الْآخِرَة وَالدُّنْيَا، وَتحصل على الْكَمَال الَّذِي لَا شَرط فِيهِ وَلَا ثنيا. فاهنئوا بِهَذِهِ النِّعْمَة الَّتِي حباها الله إِلَيْكُم، والتحفة الَّتِي بعثها السعد إِلَيْكُم، وَإِنَّمَا هِيَ بِتَوْفِيق الله ثَمَرَة إمدادكم، وعقبا جهادكم، أوزعنا الله وَإِيَّاكُم شكرها، وألهمنا ذكرهَا، عرفناكم بِمَا ورد من البشاير علينا، عملا بِمَا يجب لمقامكم من الْإِعْلَام بالمتزيدات، وَالْأَحْوَال الواردات، ووجهنا إِلَيْكُم بكتابنا هَذَا من يَنُوب عَنَّا فِي هَذَا الهنا، ويقرر مَا عندنَا من الْوَلَاء، وَمَا يزِيد لدينا من الأنباء، خَالِصَة أنعاما، المتميز بالوسيلة المرعية إِلَى مقامنا [الحظي لدينا المقرب إِلَيْنَا] القايد أَبَا الْحسن عبادا، وصل الله عزته ويمن وجهته. ومجدكم ينعم بالإصغاء إِلَيْهِ، فِيمَا أحلنا فِيهِ من ذَلِك عَلَيْهِ. وَالله يصل سعدكم ويحرس مجدكم. وَالسَّلَام الْكَرِيم عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله تَعَالَى وَبَرَكَاته. [وَكتب فِي الْيَوْم الثَّالِث من شهر الله الْمحرم عَام أحد وَخمسين وَسَبْعمائة] .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute