للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دُخان ناره، وَأَن يسهمكم فِي أجره. فَلَو أبصرتم جد هَذِه الْأمة الغريبة، لغلبتكم دموع الرقة، وإستفزتكم بواعث الحمية. وفازت يَد الْإِسْلَام، من هَذَا المعقل الْعَزِيز عَلَيْهِ، بقرار الْقُلُوب، وقرة الْعُيُون، وشفى مِنْهُ دَاء عضال، وَكفى بلَاء لَا يُطَاق. والعدو فِي أثْنَاء هَذَا، حَسْبَمَا نتعرفه من ألسن أسراه، متمهد بإشبيلية يعزز قَوَاعِد مَا صَار إِلَيْهِ، ويمهد جَوَانِب مَا انثال من الدُّنْيَا عَلَيْهِ، وَقد بَث تِلْكَ الْأمة المتلاحقة من الشَّرْقِي بَين بِلَاده، [وحد لَهُم] ارتقاب أمره، والتماح إِشَارَته. وَلَا شكّ فِي أَن هَذ القروح، يصل وخزها إِلَى قلبه، ويثير نكاياتها من عزمه، وَبِاللَّهِ تدرأ فِي نَحره، وبحزب الله نستعين على حزبه، وبربنا الله نستظهر على ربه الْمَنْصُوب، وإلاهه المنحوت. وَقد سبقناه بانتهاز الفرصة، وعاجلناه فِي سَبِيل الله بالغرة، وبوءنا لله بِالْقُدْرَةِ، وَمَعَ الْيَوْم غَد، ومجمل الصنايع لطايفه خُفْيَة، وَجُنُوده كَثِيرَة، وَمَا قل من كَانَ الله مَعَه، وَلَا ذل من كَانَ الله ناصره، أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر، تبَارك الله رب الْعَالمين. طيرنا لكم هَذَا الْخَبَر، لتسروا بِهِ أَنْتُم وَمن لنظركم من الْمُسلمين، وَنحن نتراءى فِيمَا يكون عَلَيْهِ الْعَمَل من قصد غَيره، ومصادقة سواهُ، ونشرع فِي اخْتِيَار من يعمره من الفرسان والحماة، وحذاق الرُّمَاة، ونستكثر بِهِ من الأقوات، وَالله الْمُسْتَعَان. وَأَنْتُم عمدتنا فِي الله الَّذِي نبشره عِنْد اجتلاء السرُور، ونستصرخه، عِنْد اشتداد الْأُمُور، وَأَن يسر الله فِي إنجاز مَا بِهِ وعدتم، من إِشَاعَة الْحَرَكَة إِلَى سبتة، تعْيين حِصَّة تَبْتَغُونَ بهَا وَجه الله، وتنجدون بهَا الْإِسْلَام، فأثرها كَبِير، وسماعها شهير، وَهِي الْأَخْبَار تأخذها الزياد

<<  <  ج: ص:  >  >>