للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عزته] ، وَلَا يرد عَن الْقَوْم الْكَافرين بأسه، فَتعلق بِهِ الْمُسلمُونَ يَخُوضُونَ غمار الشَّهَادَة، ويتزاحمون على مَرَاتِب الْمنية، ويسمحون فِي مبايعة الله بالنفوس الزكية. فَاقْتَحَمت المايدة الْمُتَّصِلَة بِهِ، ولجأ إِلَى الْحصن من كَانَ بِهِ من الحامية، فخلفهم الْمُسلمُونَ وَهِي أولى عَلَامَات الظُّهُور، ومبدأ الْفَتْح المسطور، وقاتلوا ذَلِك الْعقَاب المروم من جهاته، وأوسعوا أسواره المنيعة نقبا، وحفايره العميقة ردما، وصبروا صَبر الأبلج فكرا، وَلَا يُعْطي مقادة التَّصَوُّر وهما، كَأَنَّمَا هُوَ آثَار من آثَار عناية الله، قدم بهَا للدّين عهدا، وَأحمد الله بهَا لِلْإِسْلَامِ صنعا، وَرَأى الْأَعْدَاء من قدرَة الله، مَا رَاع أفئدتهم، وأذهل عُقُولهمْ، وفشت فيهم الْجراح، وعجزت مِنْهُم الْحِيَل، فأشاروا إِلَى طلب الْأمان، بعد أَن [بالغوا فِي الْأَعْذَار] ، وبلغوا أبعد مبالغ الصَّبْر، فقوبلوا بانبعاث الْقَصْد، وتتميم الرَّغْبَة، وأنزلوا عَن الأبلق الْفَرد، لَا بل عَن مَرْكَز النَّجْم، وعلت فَوق أبراجه رايات الْإِسْلَام، وَارْتَفَعت بِكَلِمَة التَّوْحِيد. وَأخذ بيُوت عباد الله التَّطْهِير وَتَنَاول بمثاله التثمير، وَأنزل ناقوسه إِنْزَال التهوين، وحلت بِهِ على الْمُسلمين عوارف الْفَتْح. وللحين شرعنا فِي سد مَا ثلم من أسواره، وهتم من شرفاته، وبقر من بطُون مسافاته، فعملنا بيدنا، [فِي سَبِيل الله] ، اقْتِدَاء بنبينا صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ، نقلا للآلة، وَعَملا بالمواعين. نَسْله جلّ وَعلا، أَن يَجْعَل ذَلِك خَالِصا لوجهه، وذريعة إِلَى قربه، وَأَن يَجْعَل غباره لنا أَمَانًا من

<<  <  ج: ص:  >  >>