للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلما وصل السُّلْطَان أيده الله من غزَاة أطريره بعد استفتاح حصن أشر الْمُتَقَدّم الذّكر، صدر عني فِي التَّعْرِيف بذلك لسلطان الْمغرب، وَهُوَ من الْكَلَام الْمُرْسل، الَّذِي قَلما ألوى على سجع، وَلَا وقف على قافية لشفوف هَذَا الْغَرَض فِي هَذِه الأقطار

الْمقَام الَّذِي تيمنت الْبِلَاد بولايته، وتعرفت ببركته بِفضل الله وعنايته وادخرت الِاعْتِدَاد بِرَأْيهِ فِي سَبِيل الله ثمَّ برايته، وتوعدت الْكفْر بِقِيَام قِيَامَته. فطلوع شمسه من الْمغرب أكبر آيَته. مقَام مَحل أخينا الَّذِي ثغور نَصره بواسم، وأيامه لِلْإِسْلَامِ مواسم، وتتوفر لَهَا من صنع الله المقاسم، السُّلْطَان الكذا أَبُو فَارس ابْن السُّلْطَان الكذا أبي الْحسن، مُعظم سُلْطَانه، ومجل شَأْنه، الْعَارِف بأصالة مجده، ورفعة مَكَانَهُ، فلَان.

أما بعد حمد الله، الملهم الْمُنعم، الْعلي الْكَبِير، الْوَلِيّ النصير، محرك العزايم بباعث الْإِسْلَام، ومكيف الصنايع الْخفية على الأذهان، الْمُوفق للخير، الْمعِين عَلَيْهِ، الْوَلِيّ الحميد، الَّذِي لَا ملْجأ مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ، نَاصِر الْمُؤمنِينَ ومظهر دينه على رغم الجاحدين وَكره الْكَافرين، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد، عَبده وَرَسُوله، مُجَاهِد الْأَنْبِيَاء، [الْمَنْصُور فِي الأَرْض] بملايكة السَّمَاء، نَبِي الْمَلَاحِم، ومسوغ الغنايم، وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه أسود الروع، ونجوم الْهدى وأعلام الصَّبْر، وسيوف الْحق، وَالدُّعَاء لمقامكم بتوالي الْعِزّ، واتساق الصنع،

<<  <  ج: ص:  >  >>