فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم سني الْحَظ، وهنى الْفَتْح، بعد الِاعْتِرَاف لدولتكم بيمن الطير، ونصبة السعد، ونفاق سوق الصنع بِهَذَا الْقطر. وَالله متمم الْفضل، ومجدد عَادَة اللطف، لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الفتاح الْعَلِيم، وَإِلَى هَذَا فإننا كُنَّا قد عرفناكم بِمَا أضفي عَلَيْهِ الرَّأْي، من مُظَاهرَة ملك قشتالة على أَخِيه، مجليه على مدرته، والمستحوذ على مَمْلَكَته، تَعْرِيف يُوصل بِهِ دوَام الْفِتْنَة، واشتعال نَار الإحنة، وتميز الْمُسلمين بخطة الْعَافِيَة، وتبريزا فِي ميدان حسن الْمُكَافَأَة، وَإِقَامَة لحسن المجازاة، وتمهيدا لرعي قديم الْجوَار، وَبَرَاءَة من التَّقْصِير فِي استصراخ كريم قوم، أَو معرض حسن سعى، فخاطبنا بِلَاد الفرنتيرة، نضمن لأَهْلهَا اتِّصَال السّلم، عِنْد صدق الْفِتْنَة، واستدراك الْقلَّة، فأهطع، مِنْهُم السوَاد الْأَعْظَم، وتغاضى أمة من الْبِلَاد تقفها زعماء، وضبطها قواميس أسلفوا مَا أَسَاءَ بِالدَّلِيلِ ظنونهم، وَقطع فِي عدوه آمالهم. وَإِذا سَاءَ فعل الْمَرْء ساءت ظنونه، وَصدق مَا يعتاده من توهم. فأثبتوا مِنْهَا فِي مستنقع الْمَوْت أَرجُلهم، ليوثقوا مِنْهُ ... ... الْحِيلَة، وَكُنَّا قبل هَذِه الْبُنُوَّة بسُلْطَان ملك قشتالة الْمَذْكُور، قد عَملنَا مضضا طوينا الجوانح على مثله، وأغرينا الْجزع ببثه فِي الْحَادِثَة على مَا يناهز الْألف من أسرى الْمُسلمين، المقرنين فِي الأصفاد بدار الصَّنْعَة من إشبيلية، إِلَّا ذمار الحماة، فلول الوقايع، وأسار الحتوف، وحيات الأودية الضنينة بهم يَد الْكفْر، من لدن سِنِين عدَّة، إِذا كَانَ المجعجع بِهِ بَين طراده، والجهر بخلعانه، وانتهاب قصره، قد أطلقهُم نكاية لِقَوْمِهِ، وعاقبة سوء يرتادها للبلد الخاين بعهده، فَانْطَلقُوا أظعان المسغبة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute