وأضر بالأداهم، وَقد لفقوا علالة من مستهجن السِّلَاح وَذي الْآلَة، يهبون إِلَى تَحْصِيل النجَاة، ولات حِين مناص، وَقد تَأذن الله سُبْحَانَهُ، بكر ظُهُور الشَّهَادَة على مَا رسب من أوزارهم، وَختم بِهِ صحايف بوساهم وشظفهم، واعترضهم أهل أطريرة، من بنيات هَذِه الْأُمَم الممتنعة إشبيلية، وعَلى نصف بريد من بيضتها، وَأَهْلهَا أشهر أكلب الْكفْر عَن نَاب شَره، وأسطاهم بِنَفس مومنة، وأخفرهم لذمة، وأسوأهم مُعَارضَة لملتمس تجر أَو نجعة أَو مضايقة بسفير رِسَالَة، يرومهم التحرج من انصرافهم بِجلَال تِلْكَ الأسلحة، وَجعلُوا ... . فِي إسْلَامهَا إِلَيْهِم شرطا، وبذلوا لَهُم على ذَلِك عهدا، فَلَمَّا صفر مِنْهُ أَيْديهم، تناولوهم بالإبادة، وهم لحم على وَضم، لم يرقوا لطول بلواهم، وَلَا أنفذوا فيهم عهد مَوْلَاهُم، وتركوهم صرعى بقرًا الْبيُوت الْكَافِرَة، والفرضاة الغادرة، وأثكلوا مِنْهُم الثغور بجملتها، ومفرجي أزماتها، وأسبوا الْمُسلمين بوعي موقف الصَّبْر، وشهدوا مأزق الذل، يتلونهم للجباه والأذقان، وينحرونهم نحر إبل القربان، كتب الله لَهُم، أوفر أجور الْمُحْسِنِينَ، ونفعهم بِمَا محصهم بِهِ يَوْم الدّين. فَلَمَّا قَامَت هَذِه السُّوق، ولمعت فِي سَمَاء الْفِتْنَة القشتالية البروق، ثار لدينا وَلم يكن خافيا كامن الحمية لله على بعد المرمى، وخطر المسرى، كتبه الله لنا من مسعى، يَوْم تدان النُّفُوس وتجزى، فتوفرنا على قصدهم مصمت الْهَام، وَنقل الأوهام، توفرا لم تطل بِهِ الْأَيَّام، وَلَا فسحنا لتدبير الآماد، وَكَأن الله عز وَجل، أطلع قُلُوب الْمُسلمين من ذَلِك على خباه، وكشف لَهُم عَمَّا نويناه، فخفوا كثر الله جمعهم، خفوفا لم يذمر بموعد، ونفروا عَن غير مزعج، مهيب فِي الرجل الرِّبَا كَثْرَة، وأسود الشرى نجدة، ويعاسيب الكور سلاطة وحمية. وَخَرجْنَا نجد السّير، والنجح قايد، والتوفيق مواكب، والسعد للْفَرض كافل، وَالْقَصْد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute