للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بدا لأَهْلهَا فِي مُخَالفَة سلطانهم الَّذِي جددنا عَهده، وأبرمنا سلمه، وأكدنا عقده، وأوجبنا لتوفر البواعث نَصره. فأهنبلنا للحين غرَّة، وانتهزناها فرْصَة، وحللنا إِلَيْهَا عقال الفتك، الَّذِي كَانَ قد قَيده الْإِيمَان، وسللنا عَلَيْهَا سيف الله الَّذِي أغمدته الْمُوَادَعَة والآمال، بعد أَن استخرنا الله، الْوَلِيّ فِي الغربة، النَّاصِر فِي الشدَّة، الَّذِي بِيَدِهِ الْقُدْرَة والعزة، والحول وَالْقُوَّة، لَا إِلَه إِلَّا هُوَ خير الناصرين، ومظهر دينه على كره الْكَافرين، ونوينا أَن نرفع بهَا هضم الْإسْكَنْدَريَّة، ونقوم بِفَرْض الْكِفَايَة عَن الكافة، فأثمرت استخارة الله لدينا، وَالْقُوَّة بِهِ، والتوكل عَلَيْهِ، الإستهانة بأسوارها المشيدة، وحماتها البئيسة، وشهرتها الجامحة، فأبرمنا الحزم الَّذِي شحذ التَّوَكُّل غربه، وسدد الاستبصار سَهْمه، وأضفى الصَّبْر جنته، وسهلت الثِّقَة بِاللَّه حزبه. واستدعينا أهل الْجِهَاد [لتصير الْجِهَاد] ، ونفضنا أَطْرَاف الْبِلَاد، عَن أولى الجلادة على الجلاد، وعينا أمدا أضَاف الانحفاز مدَّته وتحيفت البدار فسحته، وعَلى ذَلِك فاستكثرنا من آلَات الْقِتَال، ورفعنا المجانيق على أفلاك الأعجال، وأفضنا العطا الَّذِي تجَاوز شهور الأستحقاق إِلَى مَا وَرَاءَهَا، مِمَّا لم يستهل جَنِين هلاله، وَلَا وسمت خيلان اللَّيَالِي صفحة جماله، وأوصلنا الجيوش إِلَى المطوعة الغازين والمرتزقة المدونين إِلَى حُقُوقهَا فِي الْغنم الْمُتَقَدّم، وَالنَّفْل الْمُبَارك الْمُتَيَقن، فتضاعفت الارتياش، وأزيحت الْعِلَل، وأخلصت الضماير النصفة، وأطابت الْقُلُوب المعدلة، وَلما تكاملت الجموع

<<  <  ج: ص:  >  >>