للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بوعد الصَّادِق فلباه، وَالْإِسْلَام بِهَذَا الْقطر قد استمنح مِنْهُ سُبْحَانَهُ، عَادَة اللطف بِهِ والنصر فحياه، وَالْحَمْد لله مبدأ كل أمره ومنتهاه، وَآخر كل كدح وأولاه، فَمَا كُنَّا لنهتدي لَوْلَا أَن هدَانَا الله، ومقامكم عدَّة الْإِسْلَام الَّذِي يكْشف جلاه، ونساهمه فِي المسرات الَّتِي تهز نواسمها منتداه، والمبشرات الَّتِي تفوز بقدحها يَدَاهُ. وَإِلَى هَذَا أوزعنا الله وَإِيَّاكُم شكره، من منح أعلت معالم الْإِيمَان، وأعلنت برضى الرَّحْمَن، وعودة الزَّمَان، وأعربت عَن إتاحة الكرة وهبوب الرّيح، وَإِطْلَاق الإدالة، فَإنَّا نجلو عَلَيْكُم خبر الْفَتْح المخبو لزمننا وزمنكم، المذخور من الله سُبْحَانَهُ، فضلا علينا وَعَلَيْكُم، المعرب [عَمَّا بعده] إِن شَاءَ الله، عَن دُيُون فِي الْكفْر تَقْتَضِي، ومعارج للذّكر الْجَمِيل تَرْتَضِي، وسبل السّلف الصَّالح تقتفي، ومساع فِي الْجِهَاد تقرب إِلَى الله زلفى، وتعود مِنْهُ بالجزاء الأوفى، فتح الْفتُوح الَّذِي سمى اسْمه الرفيع ومسماه، أَن يُحِيط النّظم والنثر بِمَعْنَاهُ، إِلَّا أَن الْإِشَارَة تنْزع إِلَى مرماه، وَشرح الْمُجْمل الَّذِي تقصر عَنهُ ألسن الْعبارَة، ويستدل على كنهه بملامح الْإِشَارَة، هُوَ أننا اتَّصل بِنَا، والحي خلوف، وَحكم السّلم مألوف، أَن مَدِينَة جيان، بلغاء الشُّهْرَة، وَغَابَ البسالة، ومنبت الشَّوْكَة، وعقاب الْقَوَاعِد المغتصبة للْمُسلمين، ومختط طَائِفَة الْعَرَب الشاميين من كورة قنسرين، والأمم العديدة الْبَنَات، المستبحرة المنا والجنات، حَيْثُ الزياتين مِنْهَا، تمتار الْبِلَاد والعباد، مدد الْوقُود والكروم، الَّتِي استثمرتها الرّوم، تعبق لَهَا الخوابي الجوب بِدَم العنقود، والجنات الأشب، والوضع المنبت المعجب، حجر الأراقم المختالة، فِي جُلُود الزرود، والليوث الباطشة فَوق فيول الْخُيُول، ومصرخ النواقيس الصايلة، وَنصب التماثيل الهايلة، ولدة دَار الْخلَافَة قرطبة،

<<  <  ج: ص:  >  >>