أما بعد حمد الله كَافِي من اسنكفاه، وهادي من استهداه، الَّذِي نصر الْحق وَأَعلاهُ، ودحض الْبَاطِل وأرداه، ووعد من توكل عَلَيْهِ، وفوض أمره إِلَيْهِ، بحسنى عقباه، وَأخرج الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب من دِيَارهمْ لأوّل الْحَشْر [فاظنتتم أَن يخرجُوا] ، وظنوا أَن حصونهم مَا نعتهم من الله، فَمَا أوسع رحماه، وأسبغ نعماه. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، سر الْوُجُود وَمَعْنَاهُ، وموحد الْكَمَال ومثناه، ومختار الله من الخليقة ومجتباه، نَبِي الْمَلَاحِم، الَّذِي نصر بِالرُّعْبِ على عداهُ، وزوى لَهُ الأَرْض، فَرَأى ملك أمته بلغ مَا جمع لَهُ مِنْهَا وزواه، وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه وعترته وأحزابه المخصوصين بمزية قربه، ومنقبة حبه فِي مماته ومحياه، الذادة عَن حماه، النزعة فِي الْهدى إِلَى هدى مرماه، مزعجي الْكفْر عَن مثواه، ووارثي الأَرْض من بعده بذريعة رَضِي الله وتقواه، والدعا لمقامكم، حرس الله جَوَانِب علاهُ، وأعانه وتولاه فِيمَا ولاه، وَحفظ عَلَيْهِ مَا أولاه، كَمَا جعل أَوْصَاف الْكَمَال حلاه، وعرفه عوارف السعد، الرايق مجتلاه، وَذخر لَهُ الْفَتْح الْمُبين وسناه [بتوالي الْعِزّ المشرف سناه] ، والنصر الداني من غصون الرماح الملد جناه، والصنع الَّذِي ينَال بِهِ الدّين الحنيف مَا يتمناه، فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم فخرا رايقا رياه، وسعدا مشيدا مبناه، وأطلع من غرر الْفتُوح كل وَافد بشر محياه، ووارد مهما تَلقاهُ، روح الْحَيَاة بوأه وحياه. [من حَمْرَاء غرناطة، أمنها الله] ، وَالدّين قد ساعدته بِمَا يرضيه دُنْيَاهُ، وَنور الله الَّذِي وعد بإتمامه وَإِن كرهه الْكَافِر وأباه، قد دَعَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute