للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَيْكُم، كتب الله لكم من كتايب نَصره أمدادا، تذعن أَعْنَاق الْأَيَّام لطاعة ملككم الْمَنْصُور الْأَعْلَام عِنْد إحساسها، وأتاكم من آيَات العنايات آيَة تضرب الصَّخْرَة الصماء مِمَّن عصاها بعصاها، فتبادر بانبحاسها. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَأَيَّام الْإِسْلَام، بعناية الْملك العلام، تحتفل وُفُود الْمَلَائِكَة الْكِرَام لولايمها وأعراسها، وطواعن الطعان [فِي عَدو الدّين المعان] تجدّد عريدها بعام عمواسها. وَالْحَمْد لله حمدا معادا، يُقيد شوارد النعم، ويستدر مواهب الْجُود وَالْكَرم، ويؤمن من انتكاب الجدود وانتكاسها، ولي الآمال ومكاسها. وخلافتكم هِيَ [المثابة] الَّتِي تزهي الْوُجُود بمحاسن مجدها، زهو الرياض بوردها وآسها، ونستمد أضواء الْفَضَائِل من مقياسها، وتروي رُوَاة الإفادة والإبادة عَن ضحاكها وعباسها. وَإِلَى هَذَا أَعلَى الله معارج قدركم، وَقد فعل، وأنطق بحجج مجدكم، من احتفى وأنتعل، فَإِنَّهُ وصلنا كتابكُمْ الَّذِي حسبناه على صنائع الله تَمِيمَة لَا تلتمع بعْدهَا عين، وجعلناه على حلل مواهبه، قلادة لَا يحْتَاج مَعهَا زين، ودعوناه من [جيب الكنانة] آيَة بَيْضَاء للكتابة، لم يبْق مَعهَا شكّ وَلَا مين، وقرأنا مِنْهُ وَثِيقَة ود، هضم فِيهَا عَن غَرِيم الزَّمَان دين، ورأينا مِنْهُ إنْشَاء، خدم اليراع بَين يَدَيْهِ مشاء، وسيل عَن مَعَانِيه الاختراع، فَقَالَ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء فأهلا بِهِ من عَرَبِيّ أبي يصف السانح والبانة، وَيبين فَيحسن الْإِبَانَة، أدّى الْأَمَانَة. وسيل عَن حيه فَانْتهى إِلَى كنَانَة، وأفصح وَهُوَ لَا ينبس، وتهللت قسماته، وليل حبره يعبس، وَكَأن خَاتمه المقفل على صوانه، المتحف بباكر الْورْد فِي غير أَوَانه، رعف من مسك عنوانه، وَللَّه من قلم دبج تِلْكَ الْحلَل ونقع بمجاج الدواة

<<  <  ج: ص:  >  >>