للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعد طول الانتقاب، وتداول الأحقاب، ولسان مناب عَن كريم جناب، وإصابة السهْم لسواه محسوبة، وَإِلَى الرَّامِي الَّذِي سدده منسوبة، وَلَا تنكر على الْغَمَام بارقة، وَلَا على الْمُحَقِّقين بمقام التَّوْحِيد كَرَامَة خارقة، فَمن شَاءَ الْفضل من غرايب بر وجد، ومحاريب خلق كريم ركع الشُّكْر فِيهَا وَسجد. حديقة بَيَان استثارت نواسم الْإِيدَاع من مهبها، واستنارت غمايم الطباع من مصبها، فَأَتَت أكلهَا مرَّتَيْنِ بِإِذن رَبهَا، لَا بل كَتِيبَة عز طاعنت بقنا الألفات سطورها، فَلَا يرومها النَّقْد وَلَا يطورها، ونزعت عَن قسي النونات خطوطها، واصطفت من بَيَاض الطرس، وَسَوَاد النَّفس. فلق تحوطها، فَمَا كاس المدير على الغدير، بَين الخورنق والسدير، تغامر بِبرد الْحباب، عقول أولي الْأَلْبَاب، وتغرق كسْرَى فِي القباب، وتهدي وَهِي الشمطا نشاط الشَّبَاب، وَقد أَسْرج ابْن سريح وألجم، وأفصح للقريض بعد مَا جمجم، وأعرب الناي الْأَعْجَم، وَوَقع معبدًا بالقضيب، وشرعت فِي حِسَاب العقد بنان الْكَفّ الخضيب، وَكَأن الأنامل فَوق مثالث الْعود ومثانيه، وَعند إغراء الثقيل بثانيه، وَإجَابَة صدا الْغناء بَين مغانيه. المراود تشرع فِي الوشي، أَو العناكب تسرع فِي الْمَشْي، وَمَا الْمخبر بنيل الرغايب، أَو قدوم الحبيب الغايب، لَا بل إِشَارَة البشير [بكم المشير] على العشير، بأجلب للسرور من زايرة الْمُلْتَقى بالبرور، وأدعى للحبور من سفيره الْمُبْهِج للسفور، فَلم ير مثله من كَتِيبَة كتاب تجنب الجرد [تمرح] فِي الأرسان. وتتشوف مجالي ظُهُورهَا إِلَى عرايس الفرسان، وتهز معاطف الأرتياح من صهيلها الصراح بالنغمات الحسان إِذا أوجست. الصَّرِيخ بارحت إثناء الأعنة، وكاثرت بأسنة آذانها

<<  <  ج: ص:  >  >>