نقابه، وتقدمته طلائع نسيمه، وشهب الصُّبْح فِي أعقابه، يخص مقامكم [الْأَعْلَى] وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
أما بعد حمد الله الفتاح الْعَلِيم، مطلع غرر المسرات المستمرات، أوضح من فلق الصَّباح، وميسر الآمال السّنيَّة وفْق الأمنية، وَحسب الاقتراح، مورث الأَرْض كَمَا وعد أيمة الْهدى وَالصَّلَاح، المتكفل لَهُم بِحسن العواقب وَفَوْز القداح. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، نور الْهدى الوضاح، ذُو الْقدر الرفيع والجاه المنيع وَالْمجد الصراح، الْمُؤَيد بِالرُّعْبِ، الْمَنْصُور بهبوب الرِّيَاح، حَتَّى أشرقت أنوار دَعوته السمحة فَوق الرِّبَا والبطاح، وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه لُيُوث الباس وغيوث السماح [الَّذين راضوا صعاب النَّصْر من بعد الجماح، وَرفعُوا سَمَاء قبَّة الْإِسْلَام على عمد الرماح] وَلم يشغلهم ليل التبتل عَن يَوْم الكفاح، فَكَانُوا لأمته أهْدى من الْقَمَر اللياح، وعَلى أعدائه أعدى من الْحِين المتاح. وَالدُّعَاء لمقامكم الْأَعْلَى بالنصر، الَّذِي ترتسم آثاره فِي صحف الصفاح، وتسطر أخباره فِي صفحات الحسان الصِّحَاح، والعز الَّذِي تبدى لَهُ الْحِيَل بسيما الخيلا والمراح، فَإنَّا كتبنَا إِلَيْكُم، كتب الله لكم فتوحات منظومة الْعُقُود، معقودة النظام، وآلاء دائمة الِاتِّصَال، مُتَّصِلَة الدَّوَام، وسعودا مَعْلُومَة الوضوح وَاضِحَة الْأَعْلَام، ونصرا يرتاح بِهِ قد الْقَنَاة، وَتَبَسم لَهُ ثغر الحسام، وصنايع تبهر حلاها على لبات المنن الجسام، ويروق مجتلاها فِي غرر النعم الوسام. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَلَا زَائِد بِفضل الله [جلّ وَتَعَالَى] ثمَّ مَا عود من آلائه الَّتِي تترادف وتتوالى، إِلَّا الْخَيْر الَّذِي أنجزت وَعوده،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute