للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٠٠٠ والنصر الَّذِي صدقت بروقه ورعوده] والصنع الَّذِي تألقت فِي أفق الدّين الحنيف سعوده، وَالْفَتْح الَّذِي تفتح بِهِ زهره وأورق عوده، جعلنَا الله مِمَّن اسْتمرّ فِي مقَام الشُّكْر قِيَامه وقعوده [فَكلما اعتلت قوى إِدْرَاكه جَاءَهُ الْإِمْدَاد من الله يعودهُ] وَنحن من السرُور بِمَا يسنيه الله لكم بِحَيْثُ لَا تلبسُونَ حلَّة فَخر إِلَّا لبسنا مثالها، وَلَا تجتلون غرَّة فتح إِلَّا استجلينا جمَالهَا، [وَلَا تنالون سَبَب نعْمَة إِلَّا حمدنا منالها] نشرب من ذَلِك فضل شربكم، ونرده عقب وردكم، ويمت إِلَى الله بِمثل متات مجدكم، فَكلما امْتَدَّ لدولتكم الْعلية ظلّ عز، انفسحت آمالنا وامتدت، واشتدت لملككم عُرْوَة نصر، قويت أعضادنا واشتدت. وَإِلَى هَذَا أيدكم الله بنصره، وَحكم لملككم الرفيع بأعلا أمره، فَإِنَّكُم جئتمونا بزهرة الْفَتْح الأول أظلال فَضله، وأتحفنا ملككم ببواكر نَصره قريبَة الْعَهْد باقتطاف نصله، وعرفتمونا بِمَا كَانَ من الظُّهُور الَّذِي خَفَقت عَلَيْكُم رايته، والنصر الَّذِي أنزلت عَلَيْكُم آيَته، وَالْفَخْر الَّذِي ذخرت لملككم غَايَته، وَأَن عَدوكُمْ لما ضَاقَتْ عَلَيْهِ المسالك [وفغرت أفواهها إِلَيْهِ المهالك] ، أقدم إقدام من استعجل الْحمام، وَلم تمطل بِهِ الْأَيَّام، وأمل انتهاز فرْصَة كَانَت وقاية الله من دونهَا، واغتنام غرَّة كَانَ مدد الْحَرَام يغض عيونها، وَأَقْبل والمحلات تخيم بيوتها تخييم الْحساب، وتطفو قبابها الْبيض طفو الْحباب، فناشب حاميتها الْحَرْب، وأعمل الطعان وَالضَّرْب، وسولت لَهُ الأطماع خطة انْتِهَاء قُلُوب قد

<<  <  ج: ص:  >  >>