طَرِيق بَيت الله مَا عاقه، وقاد إِلَيْكُم فِي بُيُوتكُمْ فضل الْجِهَاد وَسَاقه، ورد الْمَكْر السيء على الْعَدو وأحاقه. فَمَا كَانَت هَذِه المكيدة، إِلَّا داهية للكفر طارقة. ونكبة لعضب التَّثْلِيث غارقة، ومعجزة من آثَار النَّبِي الشريف لهَذَا الدّين المنيف خارقة، استأصلت الْعَدو وَالْمَال، وَقطعت لِلْعَدو الآمال، وأوهنت الْيَمين وَالشمَال. فبادرنا عِنْد تعرف الْخَبَر المختال من أَثوَاب المسرة فِي أبهى الحبر، الْمهْدي أعظم العبر، إِلَى تهنئتكم، تطير بهَا أَجْنِحَة الارتياح، مبارية للرياح، وتستفزنا دواعي الأفراح، بِحَسب الود الصراح، وَكَيف [لَا يسر الْيَسَار بِيَمِينِهِ] ، وَالْوَجْه بجبينه، وَالْمُسلم بِدِينِهِ. وخاطبناكم مهنئين، وَلَوْلَا الْعَوَائِق الَّتِي لَا تَبْرَح، والموانع الَّتِي وضحت حَتَّى لَا تشرح، ومكابدة هَذَا الْعَدو الَّذِي يأسو الدَّهْر بِهِ ويجرح، لم نجتز بإعلام الْقَلَم من إِعْمَال الْقدَم، حَتَّى نتشرف بالورود على تِلْكَ المثابة الشَّرِيفَة، ونمتاز بزيارة الْأَبْوَاب المنيفة، فَيَقْضِي الْفَرْض تَحت رعيها، وبركة سعيها، لاكن الْمَرْء جنيب أمله، وَنِيَّة الْمُؤمن أبلغ من عمله. فهنيئا بِمَا منحكم الله من ظفر شهِدت برضى الله مراسمه، وافترت عَن ثغور الْعِنَايَة الربانية مباسمه، وتوفرت لديكم مواهبه ومقاسمه، ويهنى الْبَيْت الْمُقَدّس، مَكَان فضل الله وَمِنْه، وسلامة مجنه، وَالْإِسْلَام عصمَة ثغره المؤشر، وطهارة كِتَابه المنشر، وجمال عنوانه، وقفل صنوانه، وَبَاب إيوانه، بمرفإ الْفسْطَاط، ومركز لِوَاء الرِّبَاط، وَمحل رحال الِاغْتِبَاط، ومتخير الْإسْكَنْدَريَّة عَن الْبناء والاختطاط. وَمِمَّا زادنا بجحا بِهَذَا الْفَتْح وسرورا زايدا بِهَذَا الْمنح، مَا تحققنا أَنه يثير من شَفَقَة الْمُسلمين لهَذَا الْقطر الَّذِي لَا يزَال يطرقه مَا طرق الْإسْكَنْدَريَّة على مر الْأَيَّام، ويجلب عَلَيْهِ برا وبحرا عَبدة الْأَصْنَام، بِحَيْثُ الْبر مَوْصُول، وَالْكفْر بِكَثْرَة الْعدَد يصول، ونيران الْجوَار مترامية للعيان، والفراسخ القليلة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute