للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبتدر وأملاها، وَعزة تفترع ثنايا الشُّهْرَة ابْن جلاها. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله بِعَين عنايته وكلأها، وَعرفهَا عوارف لطفه الَّتِي مَا ودعها مَعهَا وَلَا قلاها، وَلَا زَائِد بِفضل الله الأنعم تفياها الْإِسْلَام ببركتكم، وتملاها، وهدنة تقلد الْوَقْت الَّذِي لَا يشوبه المقت شذورها وتملاها. وَإِلَى هَذَا وصل الله لكم سَعْدا يُنَاسب عمركم فِي الْجدّة، ويتكفل لكم بانفساح الْمدَّة، وَجعل ملككم السعيد كملك سلفكم الْكَرِيم، ملْجأ الْإِسْلَام فِي الشدَّة، وملاذ الْأَنَام فِي الأزمات، يمدون إِلَيْهِ الاكف المستمدة شَادَّة أعداد جيوشه المنصورة وكتائبه الموفورة عَن الْعدة، حَتَّى يمضى سيوفه فِي رِقَاب الْكَفَرَة بِاللَّه كمضاء سيوف خلفاء رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِي أصل الرِّدَّة، وتنفذ لفتوحه المنتثرة فِي الْآفَاق صفحات الطروس، وينابيع الأمدة. فإننا اتَّصل بِنَا وَأهلا بِهِ من بريد بشرى، ووافد نعْمَة كبرى [لَا يصغر إِلَيْهِ] مسراه من مسرى، فَمَا أفضل وَأسرى، وَأعرف بمواقع السرُور لدينا وأدرى، كتابكُمْ الَّذِي عظم قدرا، وطلع فِي مراقب البشاير بَدْرًا، وَأقر للدّين الحنيف عينا، وَشرح صَدرا، متحفا بالنبإ الَّذِي جدد ملابس الآمال ضافية الأذيال، وأطلع وُجُوه الْجمال والإجمال فِي آفَاق الْكَمَال، وحلى سور القضايا العاطلة من بعد الإهمال، بأسورة نجح الْأَحْوَال، واشتمل على أشتات البركات كل الاشتمال، بِمَا كَانَ من تصير ملك أبيكم إِلَى يديكم الْمُسْتَحقَّة لنصابه، الهنأة

<<  <  ج: ص:  >  >>