للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعضد أولاها أخراها، عَرَفْتُمْ فِيهِ بِمَا قد ألم بذاتكم الطاهرة من الْأَلَم، الَّذِي قد ألمت لَهُ الْقُلُوب، وثوت فِي النُّفُوس الْمسلمَة الكروب، ثمَّ مَا تدارك من الإبلال والاستقلال، ببرء ذَلِك الْجلَال، واستيلاء جيوش الرَّاحَة [على عَدو ذَلِك الاعتلال] فلولا أَن خبر الْمَرَض بلغنَا مَقْرُونا بِخَبَر الرَّاحَة، وَأمن تِلْكَ الساحة، لعظمت الأدجال وضاق المجال [واشهب الصَّبْر الكرب العجال] لاكن الشرفة الظلمَة كَانَت مردفة بالصباح، والشبهة مقترنة بِالْحَقِّ الصراح، والمسرات مَوْصُولَة بالأتراح. فحمدنا الله على راحتكم الَّتِي هِيَ رَاحَة الْبِلَاد والعباد، وَفِي ضمنهَا النعم الواكفة العهاد، فاستقامة الْفسْطَاط، استقامة الْعِمَاد، وبصلاح الْأَرْوَاح، صَلَاح الأجساد. وَالْحَمْد لله الَّذِي أقَال وَفك العقال، وكفا الكرب الثقال، ووفى الْأجر، وَهُوَ لَا يظلم مِثْقَال، وجدد لسيفه الْمَاضِي الصقال، وَجمع لكم بَين الأجور الوافية، من الصَّبْر على الْأَلَم، وَالشُّكْر على الْعَافِيَة. وَعلمنَا فِي إعلامكم أيانا بِهَذِهِ النِّعْمَة، فكأننا من إِيثَار أخوتكم، فزادت المسرة أضعافا، وَثبتت قواعدها ثبوتا لَا يحْتَمل خلافًا، وَوَجَب الشُّكْر اعتقادا واعترافا، فَلَا تسلوا عَمَّا عندنَا من الابتهاج والاستبشار، وَالسُّرُور الْمشرق الْأَنْوَار، وَكَيف لَا تسر بِنِعْمَة الله قبلكُمْ هَذِه الْجِهَات الَّتِى مَا عدمت مِنْكُم، وَلَا من سلفكم عناية، وَلَا فقدت حالى الشدَّة والرخاء رِعَايَة، فَكلما أفلت آيَة، طلعت آيَة، وَكلما تعرفت رَأيا، اسْتقْبلت راية، وَالله تَعَالَى، يحفظ من عزائمكم الْعدة الَّتِي بهَا نتقي عَدو الْعَدو، ونخطب أملهَا المرجو، ونعمر بتأميلها الرواح والغدو. وَنحن نهنئكم، وَإِن كُنَّا أَحَق بالهنا، ونبدي من التَّشَيُّع مَا يَلِيق بكريم الإخا،

<<  <  ج: ص:  >  >>