للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما بعد حمد الله الَّذِي بِيَدِهِ الْأَمر كُله، وَلَيْسَ فِي الْوُجُود إِلَّا فعله، وَالتَّسْلِيم لأحكامه، وَالشُّكْر على إنعامه، أولى مَا اكْتسب بِهِ رِضَاهُ واستزيد بِهِ فَضله، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله [الْمُصْطَفى الْكَرِيم] ، الَّذِي ختم بِهِ رسله، وَنبيه الْعَظِيم قدره، الْكَرِيم مَحَله، ملْجأ الْأمة يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله، وَالرِّضَا عَن آله وَأَهله وَأَصْحَابه، فسيا حبذا أَصْحَابه الْكِرَام وَأَصله، الَّذين كَانُوا فِي آفَاق دينه الحنيف شهبا أَضَاءَت بهم سبله، وَالدُّعَاء لمقامكم الْأَسْنَى أبقاه الله مَعْرُوفا صبره وشكره وعدله، مجموعا فِي مَوَاقِف الْفِرَاق شَمله، بالنصر الَّذِي يمْضِي فِي مَوَاقِف السعد نصله، والعز الَّذِي تميز فئته الْغَالِبَة فَضله. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم بقا يتَّصل باتصال الزَّمَان حبله، وَعزا جوزاء نطاق السما نطاقه، وبدرها تاجه، وثرياها تعله. . من حَمْرَاء غرناطة، حرسها الله، وَلَا زايد بِفضل الله سُبْحَانَهُ، ثمَّ بِمَا عندنَا من الِاعْتِدَاد بمقامكم، أَعلَى الله سُلْطَانه، ومهد باتصال السعد والعافية أوطانه، إِلَّا الاستبشار الَّتِي أشرقت فِي سما الْغَيْم كواكبه، ووضحت بعد الالتباس مذاهبه، وَأَنْتُم عدَّة الْإِسْلَام إِذا ارْتَاحَ جَانِبه، وردءه الَّذِي يحذرهُ من يحاربه. أبقاكم الله يزين بحمدكم كتبه، وبنصركم كتائبه، وتستعذب بوجودكم موارده [ومشاربه] . وَعِنْدنَا من التَّشَيُّع لجلالكم الأسمى، جمل لاتوفيها الْعبارَة وَإِن اِنْفَسَحَ مداها، وَلَا تدركها البلاغة وَإِن طَال مداها، نغتبط بعصمة ذاتكم الَّتِي لَو خير الْإِسْلَام [فِي الْمَوَاهِب] مَا تعداها، ونستنصر بعزمكم كلما غلبت على هَذِه الثغور

<<  <  ج: ص:  >  >>