للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصمى أَو أجهز، أَو لأمل بعد بقائكم تعذر أَو أعذر، إِنَّمَا الآمال ببقائكم المملا محوطة، وسعادة دين الْإِسْلَام بحياتكم الْمُتَّصِلَة مَشْرُوطَة، وَفِيكُمْ [لدين الله] الْخلف من ذَاهِب، مَا بَين عَابِر فِي سلفكم وناصر وواهب، فَلَقَد أَضَاءَت المراقي والمراقب، واطردت المفاخر والمناقب، وَحسنت بِفضل الله العواقب، وَظهر أَن لله تَعَالَى فِيكُم سر يُدْرِكهُ الملاحظ المراقب، إِذْ هيأكم لملك الْإِسْلَام تهيئة لم يتعقبها قطع، وأيدكم بالعزم الَّذِي لم يضق لكم بمصابرته ذرع، فكأنكم كُنْتُم على بَصِيرَة من أَمركُم ووعد، وَفِي خفارة عصمَة واقية وَسعد، حَتَّى حزتم عقيلة الْملك، وَقد رفعت عَلَيْهَا تيجان الصفاح الْبيض، يغشى الْعُيُون مِنْهَا لألاء الوميض، وَأوقدت حولهَا مشاعل الأسل، وأديرت أكواس الحتوف أحلى فِي لَهَوَات الشم الأنوف من الْعَسَل. وَضربت عَلَيْهَا للقتام قباب، وسدل عَلَيْهَا للعزة القعساء حجاب، فوفيتم مهرهَا، وتوليتم أمرهَا، فَسلمت الْخطاب، واستقامت للسعد الأقطاب، واستتب الْعَهْد لما فهم الْخطاب، وَقَامَ بِالْأَمر من اخْتَارَهُ الله لحمله، وَلم يخرج الْملك عَن مَحَله، وَلَا انْتقل عَن أَهله، فَأَي ترح يبْقى بعد هَذَا الْفَرح، وَأي كسل ينشأ بعد هَذَا المرح. إِن أفل الْبَدْر فقد تبلج الْفجْر، وَإِن غاض النّيل، فقد فاض الْبَحْر، وَإِن مَال فلك الْملك فقد عَاد إِلَى مَدَاره، وَإِن أذْنب الدَّهْر، فقد أحسن مَا شَاءَ فِي اعتذاره. إِنَّمَا كَانَ هَذَا الْخطب وَهنا أعقبه ضوء النَّهَار، وسطعت بعده اشعة البهار، وصمصامة أغمدت، وسل من بعْدهَا ذُو الفقار. وَلَا خَفَاء عِنْد ذِي قلب صَاف وفكر شفاف،

<<  <  ج: ص:  >  >>