للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تريح إِلَى أَن ينجز بعد فراغكم الْوَعْد، فَمن لَهَا الْآن بكم، وَقد ألْقى الْملك إِلَى مقامكم الْعلي عَصا سيره، وَجرى بيمنه سانح طيره، وخلص إِلَيْهِ خلوصا لم يعول فِيهِ على غَيره [زادكم الله من مواهب فَضله العميم وخيره] . وأننا لما قَررنَا هَذَا الْخَبَر عَن حَقه، ورصدنا طالعه فِي أفقه، قابلنا الْوَاقِع بِالتَّسْلِيمِ، والمنحة الرادفة بالشكر الْعَظِيم، وأنسنا فِي غمام الْهُدْنَة ري هَذَا الإقليم، وَقُلْنَا اسْتَقر الْحق، ووضحت الطّرق، وَهدى الرايد وَصدق الْبَرْق، وتقررت الْقَاعِدَة وارتفع الْفرق، واستبشر بإبلال الغرب أَخُوهُ الشرق، وتأتت آمال أولى الْجِهَاد [إِلَى اقتحام] إِلَى شط الْمجَاز وَأولى الْحَج إِلَى مراقبة ركب الْحجاز، وآن للدنيا أَن تلبس الحلا العجيبة بعد الابتزاز. فَالْحَمْد لله الَّذِي زين بكم أفق الْملك، وَكَيف بسعدكم نظم ذَلِك السلك، وهنأ الله بإيالتكم الْعباد والبلاد [وَالْحج وَالْجهَاد] والمطهمة الْجِيَاد، وَصدق الظنون فِي مقامكم الَّذِي حَاز فِي المكارم الآماد. وبادرنا أيدكم الله من بركم إِلَى غرضين، وشرعنا علم الله، وَمن لدينا أَن نباشر بنفسنا هذَيْن القصدين، إِلَّا أننا عاقنا عَن ذَلِك مَا عقده الْعَدو الَّذِي بلينا بجواره، ومصابرة تياره فِي هَذَا الشَّهْر من الميعاد الَّذِي استدعى إِلَيْهِ الْخَلَائق من كل فج عميق، واستقدم إِلَى يَوْمه الْمَشْهُود وُجُوه كل فريق، حَتَّى غص بهم عرض كل طَرِيق، وَلَا يومن أَن يتَّفق رَأْيهمْ على كيد يحذر داؤه، ويخشى اعتداده، وَإِلَّا فَهَذَا الْغَرَض قد كُنَّا لَا نرى فِيهِ بإجراء الِاسْتِنَابَة، وَلَا نحظى غَيرنَا بزيارة تِلْكَ المثابة. فَليصل الْفضل جلالكم، وَيقبل الْعذر كمالكم، وَإِذا كَانَ الِاسْتِخْلَاف مِمَّا تحمله الْعِبَادَة، وَلَا يُنكره عِنْد الضرار الْعرف وَالْعَادَة، فأحرى الْأُخوة، والودادة، وَالْفضل والمجادة. فتجهزنا جهدنا، واصطفينا لباب

<<  <  ج: ص:  >  >>