للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الَّذين سلكوا من اتِّبَاعه سَبِيلا قويما، وجلوا بِنور هداه لَيْلًا بهيما، فأحرزوا بالتماس مرضاته من الله فضلا عَظِيما، ووجدوا مصداق وعده، وَنُدْخِلكُمْ مدخلًا كَرِيمًا. فإننا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم من مواهب الصابرين المحتسبين حظا جسيما، وجعلكم مِمَّن عمر بِرِضَاهُ، وَالتَّسْلِيم لما قَضَاهُ، قلبا سليما. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَعِنْدنَا من المساهمة لمقامكم الأسمى، والأرتماض والمشاركة، فِي حالتي الانبساط والانقباض، والمقاسمة فِيمَا يرد عَلَيْهِ من شَتَّى الْأَغْرَاض، أَو فِي مَا بِهِ من عاطى فِي الله كل وداد، أَو تعاطى جميل اعْتِقَاد، أَو أجال قداح إخلاص، أَو اختال بامتياز فِي الْحبّ واختصاص، نرى الْعَمَل بذلك وجوبا، ونعتقده فرضا مَكْتُوبًا، وَفِي الْأَعْمَال الزاكية محسوبا. وَإِلَى هَذَا حمى الله ملككم من طرق الْمَكْرُوه وهجومه، وأنار سما مجدكم بكواكب السعد ونجومه، وأجزل حظكم من الرِّضَا بمكتوب قدره ومحتومه. فإننا اتَّصل بِنَا مَا أشرق الأنفاس بصعدايها، وأشجى النُّفُوس بدايها، وغمر الشؤون بِمَائِهَا، وَعمر الْقُلُوب بغمايها، من استيثار الله عز وَجل بِتِلْكَ الْجِهَة السُّلْطَانِيَّة [ذَات البركات] الطاهرة والمكارم الهامرة، الَّتِي ثبتَتْ فِي أوراق الْآفَاق آي مفاخرها المتلوة، وَأوجب لَهَا الْملك حُقُوق الْأُبُوَّة، أَعلَى الله درجتها فِي عليين، وأسعدها بجوار كرايم الْمُخْتَار من أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ. فياله من فاجع لم ينفع فِيهِ إِلَّا الاسترجاع، وخطب تساوى عِنْد الجبان والشجاع، وطارق لم يغن فِيهِ الدفاع، وهاجم لم تأنف لَهُ الْقَبَائِل والأتباع، والشعائر والأشياع، أهاب الْملك بِأَعْلَى ذخائره المحسوبة، وأسنى حَسَنَاته الْمَكْتُوبَة، وَأعظم عدده المصونة المحجوبة، على حِين سحت سحب الآمال

<<  <  ج: ص:  >  >>