رضوانه وقبوله، وجزاهم بِمَا أسلفوه من مرضاته ومرضاة رَسُوله، أنسوا بعزائمهم الراضية [ذكر الْمُلُوك الْمَاضِيَة] وعمروا بمكارمهم الْعَالِيَة مفاخر الْأُمَم الخالية، وَصَارَ إِلَى نظرهم جملَة من بلادها مثل الْجَبَل ورندة ومربلة وَمَا إِلَى ذَلِك، حرسها الله، ليَكُون محط رحال المدد، ومستقر مَا يجيزونه من الفرسان وَالْعدَد. فقر جنابها، وقويت أَسبَابهَا، وَأَعدُّوا لغزوهم ركابا، ولجهادهم الأرضي بَابا، وعاملوا الله فِيهَا على الصَّفْقَة الرابحة والأعمال الْبَاقِيَة الصَّالِحَة، فَكَانَ من عزم السُّلْطَان الْمُجَاهِد الارضي، جدكم الْأَعْلَى، مَا هُوَ مَعْلُوم، وَفِي صحف الْفَخر مرسوم، من اقتحامه لجج الْبحار الطامية، وثبج الأمواج المترامية، وَجِهَاد الْأُمَم الباغية، وفل الجيوش الطاغية، حَتَّى عز الْإِسْلَام بمضا حسامه، وسعدت الْملَّة المحمدية بسعادة أَيَّامه. ثمَّ سلك وَلَده جدكم السُّلْطَان الْمُعظم أَبُو سعيد رَحمَه الله سَبيله، وَاتبع دَلِيله، فَجهز إِلَى نصرها جيوشه المنصورة وأساطيله، وسرب إِلَيْهَا مَاله الجم وقبيله، حَتَّى علم أعداؤها أَن لَهَا ناصرا عَزِيز الْأَنْصَار، وملجأ منيع الْجوَار. ثمَّ تلاه والدكم مَحل أَبينَا السُّلْطَان الْمُعظم أَبُو الْحسن، فَجَاهد عَدو الله فِيهَا حق جهاده، وَشهد الْبر وَالْبَحْر بِصدق جلاده، وسمح فِيهَا بِنَفسِهِ النفيسة وأمواله الْعَظِيمَة وَأَوْلَاده، وعامل الله على الصَّفْقَة الرابحة الَّتِي يجدهَا فِي معاده، وَلم يضل التمحيص فِيهَا عزمه الأمضى، وَلَا كف جهاده الأرضي، فاستولى على غايات الْفَخر وآماده، بِمَا هُوَ مَعْلُوم بَين عباد الله وبلاده، وبينما نَحن نَنْتَظِر من مقامكم الَّذِي هُوَ سلالة ذَلِك الْمجد الصراح ولباب ذَلِك الْحسب الوضاح، وَفرع ذَلِك الْفضل المتألق تألق الصَّباح، مَا عود أسلافكم من الإصراخ والإسجاح، والأعمال الْكَرِيمَة الاختتام والافتتاح، وَأَن تسلكوا مسلكهم فِي نصرها وإمدادها وحماية بلادها،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute