للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأهداها. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَلَا زايد بِفضل الله سُبْحَانَهُ، ثمَّ بِمَا عندنَا من الْمعرفَة بمجدكم الَّذِي أقل الْملك بُنْيَانه وَرفع شَأْنه، إِلَّا مَا يُرْجَى من عوائد الله الجميلة وصنائعه الكفيلة، وسننه الجزيلة، وجانب آخوتكم موفى حَقه من التَّعْظِيم الَّذِي يجب لمجده العالي وحسبه الصميم، وأصالته المعضود حَدِيثهَا بالقديم، المتناسق فخرها تناسق العقد النظيم. وَإِلَى هَذَا أنجح الله فِي مرضاته أَعمالكُم، وعرفكم من عوارف رضوانه، مَا يتكفل بنيل الْحسنى لكم. فموجبه إِلَيْكُم أَن هَذِه الجزيرة الأندلسية، من لدن أذن الله فِي افتتاحها بسيوف هَذِه الْأمة الْكَرِيمَة ورماحها، وأطلع فِي آفاقها القصية لهَذِهِ الْأمة المحمدية، نور صباحها، حَتَّى تبوأها الْإِسْلَام دَارا، وَحمد فِيهَا استقرارا، وملأ هضابها ووهادها أنوارا، وأوسع فِيهَا من دَعَا مَعَ الله إِلَهًا آخر هوانا وصغارا، لم تزل أَيدي من بهَا الْمُسلمين، بإخوانهم من أهل تِلْكَ العدوة حرسها الله معقودة، وأكفهم إِلَى التمَاس إعانتهم ممدودة وآمالهم إِلَى مصارختهم مصروفة، وعَلى إمدادهم مَوْقُوفَة. فَهِيَ تستروح من تلقائهم نسيم الْفرج. عِنْد الشدائد، وتلتمس مِنْهُم جميل العوائد وملوك الْإِسْلَام بِتِلْكَ العدوة، قدس الله أسرارهم، وضاعف أنوارهم، تنافس فِي نصرها هممهم، وتطمح إِلَى إِحْرَاز الْفَخر بإعانتها شيمهم، ويتراهن فِي ميدانها بأسهم وكرمهم، حَتَّى دونوا فِيهَا المفاخر الْبَاقِيَة، والأعمال الراقية، والصنائع الشهيرة، والوقائع الْكَبِيرَة، يتوارث ذَلِك الْآتِي عَن الذَّاهِب، وَيقوم مِنْهَا الْحَاضِر بِحَق الْغَائِب، غَضبا للدّين الحنيف، وحمية للْملك الْأَصِيل والحسب المنيف، وغيرة على الْحَرِيم، وأنفة لِلْخلقِ الْكَرِيم، وامتعاضا لكلمة التَّوْحِيد وشفقة للقطر الْغَرِيب الوحيد، بَين الْبحار الزاخرة، والأمم الْكَافِرَة والمرام الْبعيد. وَلما صير الله ملك العدوة إِلَى سلفكم الأرضي، وجدد الله عَلَيْهِم ملابس

<<  <  ج: ص:  >  >>