للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويقيل عثارها وَعِنْدنَا لأخوتكم الْكَرِيمَة تَعْظِيم نعترف على الْأَيَّام بِوُجُوبِهِ ولزومه، وود لَا يعبر اللِّسَان عَن مضمره، وَلَا يَفِي الْمَكْتُوب بمكنونه، وتشيع ثبتَتْ فُصُول الخلوص والصفا فِي حُدُوده الجامعة ورسومه. وَإِلَى هَذَا وصل الله لكم سَعْدا جَدِيدا، وَعزا مبيدا، وسعيا فِي مرضات الله حميدا فإننا قدمنَا مُخَاطبَة مقامكم المؤمل] فِي شَأْن هَذِه الْبِلَاد، الَّتِي عظمت فهيا غربَة الْإِسْلَام وانقطاعه، وتوجهت إِلَى استئصال رمقها آمال الْكفْر وأطماعه، وتمطى عَلَيْهَا الصَّلِيب، فامتد ذراعه، وَتقدم بَاعه، وَفِي الله كِفَايَته، وَبِاللَّهِ دفاعه. وكتبنا نقص عَلَيْكُم من آثَار سلفكم فِي هَذِه الْبِلَاد أحسن الْقَصَص، ونستدر لَهَا من سحائب تِلْكَ العوائد المستغاثة فِي الشدائد، مَا فِيهِ إِن شَاءَ الله شفا الْغصَص، ونهز إِلَيْهَا أعطاف تِلْكَ الهمم الشَّرِيفَة، ونمد عَلَيْهَا مَا تقلص من أهداب إيالتها المنيفة، ونعرض مَا أعضل من أدواثها على نظر الآسي الطَّبِيب، ونستنصر على عدوها الْبَاغِي بالولي الحبيب، ونأتي فِي التمَاس إغاثتها الْبيُوت من أَبْوَابهَا، ونطلب الصرخة والإعانة من أَرْبَابهَا، ونندب إِلَى صَفْقَة الْفَخر من هُوَ أولى بهَا، فَلم تخفق وَالْحَمْد لله مساعي الْقُلُوب الخافقة، وَلَا كسدت بضائع الحمية الإلآهية فِي أسواقها النافقة، وأفاقت الأوجال بمكارمكم الفائقة، وتعلقت الآمال بأذيال مواعيدكم الصادقة، وتجلت بثنايا الْجَبَل عصمه الله، غرر صنائعكم الباسمة الباسقة، وَظَهَرت بِهِ طلائع فضائلكم المتوالية المتناسقة.

وَلما رأى الطاغية، قصمه الله، أَن دولة الْإِسْلَام قد استأنفت شبابها،

<<  <  ج: ص:  >  >>