للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عِنْد اضْطِرَاب أرجائه، وَانْقِطَاع رجائه، من أنصاره الْكِرَام وأوليائه، كَافِيا وكفيلا، يُوسع آماله العصية، تتميما وتكميلا، ومآربه العصية تيسيرا وتسهيلا، وَيُقِيم على لطف الله بِمن فِيهِ من الْمُسلمين المنقطعين دَلِيلا. وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد، رَسُوله المبتعث رَحْمَة للعباد والبلاد وظلا ظليلا، الْمَخْصُوص من الله سُبْحَانَهُ بمزية قَوْله، إِنَّا نَحن نزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن تَنْزِيلا، الَّذِي أيده بنصره وَبِالْمُؤْمِنِينَ، وَجعل فِي أرضه من مَلَائِكَة سمائه المسومين قبيلا، وفضله على الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ تَفْضِيلًا، وَعقد عَلَيْهِ من جاه الشَّفَاعَة الْعَامَّة، تاجا وإكليلا. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، وقرابته وأحزابه، الَّذين أوضحُوا طَرِيق الْحق وَقد صَار رسما محيلا، وَرفعُوا معالم سنته من بعده، فَلَنْ تَجِد لسنة الله تبديلا، وَالدُّعَاء لمقام أخوتكم الْعُظْمَى، أطلع الله عَلَيْهَا من السَّعَادَة وَجها جميلا، ورسم آيَات نصرها فِي أوراق فخرها، لَا تقبل نسخا وَلَا تَأْوِيلا، وشفا الْإِسْلَام بعزائمها مهمى أصبح عليلا، بالسعد الَّذِي يسْتَأْنف بِهِ الدّين الحنيف تأميلا، وَالْملك المنيف عزا جَدِيدا، وفخرا جَلِيلًا، والنصر الَّذِي ترن بِهِ الْجِيَاد صهيلا. فَإنَّا كتبناه إِلَى مقامكم، أرهف الله فِي نصر الْإِسْلَام عَزَائِمه، وَأَعْلَى بتأميل ملكه الْمَنْصُور الْأَعْلَام معالمه، وتدارك بإنجاده وإمداده أَرْكَانه قبل أَن تهنى ودعائمه. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، والثقة بِاللَّه لَا تحجب ظلمات الشدائد أنوارها، والاعتداد بصنع الله سُبْحَانَهُ على يَد مقامكم، أسعد الله سُلْطَانه، يحفظ على النُّفُوس استبشارها، ويمهد للقلوب قَرَارهَا، ويكف ظنونها الموحشة وأفكارها. وَأما مثابتكم الْكَرِيمَة فوزر الْإِسْلَام، كلما أخذت الْحَرْب أَوزَارهَا، وملجأ هَذِه الْأمة مهمى استصرخت أنصارها، وَالرَّدّ الَّذِي يطْلب تارها،

<<  <  ج: ص:  >  >>