للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقسامه. الْأَمِير عبد الله [يُوسُف بن أَمِير الْمُسلمين أبي الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بن فرج ابْن نصر] سَلام كريم، طيب بر عميم يخصكم وَرَحْمَة الله تَعَالَى وَبَرَكَاته.

أما بعد حمد الله ولي المحامد على اخْتِلَاف أجناسها، وموضح الْمذَاهب بعد التباسها، وملين صروف الْأَيَّام بعد شماسها، ذُو الألطاف الْخفية عَن الأفكار وقياسها. وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد أكْرم الرُّسُل مَا بَين شيثها وإلياسها، شهَاب الْهِدَايَة ونبراسها، الَّذِي باتباعه نختال فِي حلل السَّعَادَة، ونستمتع بلباسها، وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه، عترة الْحق، المقتدى فِي الْخلق بنداها وبأسها، الَّذين لم يألوا فِي اتِّبَاع مرضاته والتماسها، فهم الْأَنْوَار الَّتِي هديت الْأمة باقتباسها، والتمسك بأمراسها، وَالدُّعَاء لمقام أبوتكم الْعُظْمَى، الَّتِي يبْنى الْمجد الصراح على أساسها، بالنصر الَّذِي ترسم آيَاته فِي أوراق السَّعَادَة وأطراسها، والعزة الَّتِي تقصر أَيدي اللَّيَالِي عَن اختلاسها، وَلَا زَالَت عزماته تفرق الآساد من افتراسها، وَنِيَّته الصَّالِحَة تجتنى ثمار الْأَمَانِي من زاكى غراسها، فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم مجدا عَالِيا، وصنعا متواليا، وَعزا حَافِظًا كاليا. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَنعم الله سُبْحَانَهُ بِمَا تعرفناه من خبر ملككم أَعلَى الله سُلْطَانه، ومهد أوطانه، لَا يغب انسكابها، وَلَا يشح سحابها، وعنايته تنسدل عَلَيْهِ أطنابها. وَعِنْدنَا من التَّشَيُّع إِلَى جنابكم الرفيع قدره، الْوَاجِب بره، مَالا تتعاطى الْعبارَة شرح مجمله، وَلَا ينَال اللِّسَان من إيضاحه بعض أمله. فحسبنا نِيَّة يعلمهَا علام السرائر، وَنِيَّة الْمُؤمن خير من عمله. وَكَيف لَا يكون ثناؤنا على معاليكم الباهرة مَقْصُورا، ومسكه فِي جُيُوب

<<  <  ج: ص:  >  >>