للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَّا بمعونته سُبْحَانَهُ من الشُّكْر وَاجِب اسْتِحْقَاقهَا، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله الَّذِي دَعوته هِيَ العروة الوثقى لمن تمسك باعتلاقها، وَقَامَ على الْوَفَاء بعهدها وميثاقها، ذِي المعجزات الَّتِي بهرت الْعُقُول بائتلافها، الَّذِي لم ترعه فِي الله الشدائد على اشتداد وثاقها، ووضاعة مذاقها، حَتَّى بلغت كلمة الله مَا شَاءَت من انتظامها واتساقها. وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه وعترته وَحزبه، الفائزين فِي ميادين الدُّنْيَا وَالدّين بخصل سياقها. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم شكر النِّعْمَة، وَمَعْرِفَة بمواقع كرمه.

من حَمْرَاء غرناطة [حرسها الله] وَلَا زايد بِفضل الله، إِلَّا مَا أَمن الأرجاء ومهدها، وَأَنْشَأَ معالم الْإِسْلَام وجددها، وَأسسَ أَرْكَان الدّين الحنيف، وَأقَام أودها، وَأَنْتُم الْأَوْلِيَاء الَّذين نعلم مِنْهُم خلوص الْأَهْوَاء، ولتحقق مَا عِنْدهم من الود والصفا. وَإِلَى هَذَا فقد علمْتُم مَا كَانَت الْحَال آلت إِلَيْهِ من ضَيْعَة الْعباد والبلاد بِهَذَا الطاغية، الَّذِي جرى فِي ميدان الأمل جرى الجموح، ودارت عَلَيْهِ خمر النخوة وَالْخُيَلَاء مَعَ الغبوق والصبوح، حَتَّى طمح بسكر اغتراره، [واعتز على أنصار الله بأنصاره] ومحص الْمُسلمين على يَدَيْهِ الوقائع الَّتِي تجَاوز بهَا مُنْتَهى مِقْدَاره، وتوجهت إِلَى استئصال الْكَلِمَة مطامع أفكاره، ووثق بِأَنَّهُ يطفىء نور الله بناره، ونازل جبل الْفَتْح فَشد مخنق حصاره، وأدار أشياعه فِي الْبر وَالْبَحْر دور السوار على أسواره، وانتهز الفرصة بِانْقِطَاع الْأَسْبَاب. وانبهام الْأَبْوَاب، والأمور الَّتِي لم تجر للْمُسلمين بالعدوتين على مألوف الْحساب. وتكالب التَّثْلِيث على التَّوْحِيد، وَسَاءَتْ الظنون من هَذَا الْقطر الوحيد، الْمُنْقَطع بَين الْأُمَم الْكَافِرَة، والبحور الزاخرة، والمرام الْبعيد. وأننا صابرنا بِاللَّه تيار سيله،

<<  <  ج: ص:  >  >>