للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْفَرِيق. وَبَادرُوا صفوفها الماثلة، وأتبعوا فريضتها بالنافلة، وأشرعوا إِلَى تاركها أسنة الْإِنْكَار، واغتنموا بهَا نواصي اللَّيْل ومبادي الأسحار. وَالزَّكَاة أُخْتهَا المنسوبة، ولدتها الْمَكْتُوبَة المحسوبة، وَمن منعهَا فقد بخل على مَوْلَاهُ باليسير مِمَّا أولاه، وَمَا أحقه بذهاب هبة الله وأولاه، فاشتروا من الله كرايم أَمْوَالكُم بالصدقات، وأنفقوا فِي سَبِيل الله، يربحكم أَضْعَاف النَّفَقَات، وواسوا سؤالكم كلما نصبت الموائد، وأعيدت للقرب العوائد، وارعوا حق الْجَار، وخذوا على أَيدي الدعرة والفجار، واصرفوا الشنآن عَن الصُّدُور، وَاجْعَلُوا صلَة الْأَرْحَام من عزم الْأُمُور، وصونوا عَن الاغتياب أَفْوَاهكُم، وَلَا تعودوا السفاهة شفاهكم، وأقرضوا الْقَرْض الْحسن إلاهكم، وَعَلمُوا الْقُرْآن صِبْيَانكُمْ، فَهُوَ أس هَذَا المبنى، وازرعوه فِي تُرَاب ترابهم، فَعَسَى أَن يجنى، وَلَا تتركوا النَّصِيحَة لمن استنصح، ورد السَّلَام على من بِتَحِيَّة الْإِسْلَام أفْصح، وَجَاهدُوا أهواءكم فَهِيَ أولى مَا جاهدتم وأوفوا بِعَهْد الله إِذا عاهدتم، وثابروا على حلق الْعلم والتعلم، وحقوا بمراقي التَّكَلُّم، تعلمُوا من دينكُمْ مَالا يَسَعكُمْ جَهله، وَيبين لكم حكم الله أَهله، فَمن الْقَبِيح أَن يقوم أحدكُم على معالجة بره وشعيره، ورعاية شاته وبعيره، وَلَا يقوم على شَيْء يخلص لَهُ قَاعِدَة اعْتِقَاده، ويعده منجاة ليَوْم معاده، وَالله عز وَجل يَقُول: {أفحسبتم أَنما خَلَقْنَاكُمْ عَبَثا وأنكم إِلَيْنَا لَا ترجعون} . وأنفوا من الْحَوَادِث الشنيعة، والبدع الَّتِي تفت فِي عضد الشَّرِيعَة، فقد شن عَلَيْهَا بالمتلبسة بِأَهْل التَّصَرُّف المغار، ونال جُمْلَتهَا بل جهالتها بأغماضهم الصغار، وتؤول الْمعَاد وَالْجنَّة وَالنَّار. وَإِذا لم يغر الرجل على دينه وَدين أَبِيه فعلى من يغار، فالأنبياء الْكِرَام وورثتهم الْعلمَاء الْأَعْلَام هم أَئِمَّة الِاقْتِدَاء، وَالْكَوَاكِب الَّتِي عينهَا الْحق للاهتداء، فاحذروا معاطب هَذَا الدَّاء ودسائس هَؤُلَاءِ الْأَعْدَاء، وأهم مَا صرفتم إِلَيْهِ الْوُجُوه، واستدفعتم بِهِ الْمَكْرُوه، الْعَمَل على مَا فِي الْآيَة المتلوة، وَالْحكمَة

<<  <  ج: ص:  >  >>