للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالإيسار، وأنجد الْيَمين بِاجْتِهَاد الْيَسَار، وَإِلَّا فقد تعين فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة حَظّ الخسار. فَإِن من ظهر عَلَيْهِ عَدو دينه، وَهُوَ عَن الله مَصْرُوف، وبالباطل مشغوف، وَبِغير الْعرف مَعْرُوف، وعَلى الحطام المسلوب عَنهُ ملهوف، فقد ثله الشَّيْطَان للجبين، وَقد خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، أَلا ذَلِك هُوَ الخسران الْمُبين، وَمن نفذ فِيهِ أَوله قدر الله عَن أَدَاء الْوَاجِب وبذل الجهود، وأفرد بالعبودية والوحدانية الْأَحَد المعبود، ووطن النَّفس على الشَّهَادَة المبوءة دَار الخلود، العابدة بِالْحَيَاةِ الدائمة والوجود، أَو الظُّهُور على عدوه المحشور إِلَيْهِ المحشود، صبرا على الْمقَام الْمَحْمُود، وبيعا من الله تكون الملايكة فِيهِ من الشُّهُود، حَتَّى تعيث يَد الله فِي ذَلِك الْبناء المهدوم بِقُوَّة الله الْمَمْدُود، والسواد الْأَعْظَم الْمَمْدُود، كَانَ على أمره بِالْخِيَارِ المسدود {" قل هَل تربصون بِنَا إِلَّا إِحْدَى الحسنيين وَنحن نتربص بكم أَن يُصِيبكُم الله بِعَذَاب من عِنْده أَو بِأَيْدِينَا فتربصو إِنَّا مَعكُمْ فتربصوا "} . الله الله فِي الهمم قد خمدت رِيحهَا، وَالله الله فِي العقائد قد خفتت مصابيحها، وَالله الله فِي الرجولة قد فل حَدهَا، وَالله الله فِي الْغيرَة فقد تعس جدها. وَالله الله فِي الدّين الَّذِي طمع الْكفْر فِي تحويله، وَالله الله فِي الْحَرِيم الَّذِي مد إِلَى استرقاقه يَد تأميله، وَالله الله فِي المساكن زحف لسكناها، وَالله الله فِي الْملَّة الَّتِي يُرِيد إطفاء سناها، وَالله الله فِي الْحَرِيم، وَالله الله فِي الدّين الْكَرِيم، وَالله الله فِي الوطن الَّذِي توارثه الْوَلَد عَن الْوَالِد، الْيَوْم تستأسد النُّفُوس المهينة، الْيَوْم يسْتَنْزل الصَّبْر والسكينة. الْيَوْم تختبر الهمم. الْيَوْم ترعى لهَذِهِ الْمَسَاجِد الْكَرِيمَة الذمم، الْيَوْم يرجع إِلَى الله المصرون، الْيَوْم يفِيق من نوم الْغَفْلَة المغترون، قبل أَن يَتَفَاقَم الهول ويحق القَوْل، ويسد الْبَاب، ويحيق الْعَذَاب، وتسترق بالْكفْر

<<  <  ج: ص:  >  >>