(لبسنا فَلم نبل الزَّمَان وأبلانا ... نتابع أخرانا على الغي أولانا)
(ونغتر بالآمال والعمر يَنْقَضِي ... فَمَا كَانَ بالرجعي إِلَى الله أولانا)
(وماذا عَسى أَن ينظر الدَّهْر مَا عسا ... فَمَا انْقَادَ بالزجر الحثيث وَلَا لانا)
(جزينا صَنِيع الله شَرّ جَزَائِهِ ... فَلم نرع مَا من سَابق الْفضل أولانا)
(فيا رب عاملنا بِمَا أَنْت أَهله ... من الْعَفو واجبر صدعنا أَنْت مَوْلَانَا)
ثمَّ قَالَ:
(لقد مَاتَ إخْوَانِي الصالحون ... فَمَا لي صديق وَلَا لي عماد)
(إِذا أقبل الصُّبْح ولى السرُور ... وَإِن أقبل اللَّيْل ولى الرقاد)
فتملكتني لَهُ رقة وهزة للتماسك مسترقة، فهجمت على مضجعه هجوما أنكرهُ، وراع صَفوه وعكره، وغطى بِفضل ردنه سكره، فَقلت على رسلك أَيهَا الشَّيْخ، نَاب حنت إِلَى خوار، وغريب أنس بجوار، وحائر اهْتَدَى بِنَار، ومقرور قصد إِلَى ضوء نَار، وطارق لَا يفضح عَيْبا، وَلَا يثلم وَلَا يهمل شيبا، وَلَا بِمَنْع سيبا، ومنتاب يكسو الْحلَّة، وَيحسن الْخلَّة، ويفرغ الْغلَّة، ويملأ الْقلَّة:
(أجارتنا إِنَّا غَرِيبَانِ هَاهُنَا ... وكل غَرِيب للغريب نسيب)
فَلَمَّا وقم الهواجس وكبتها، وَتَأمل المخيلة واستثبتها، تَبَسم لما توهم وَسمع بعد مَا جمح، فهاج عقب مَا فتر، وَوصل مَا بتر، وَأظْهر مَا خبأ تَحت ثَوْبه وَستر، وماج مِنْهُ الْبَحْر الزاخر، وأتى بِمَا لَا تستطيعه الْأَوَائِل والأواخر، وَقَالَ، وَقد ركضى الْفُنُون وأجالها، وَعدد الحكم ورجالها، وفجر للأحاديث أنهارها، وَذكر الْبلدَانِ وأخبارها:
(وَلَقَد سهمت مآربي فَكَانَ أطيبها حَدِيث ... إِلَّا الحَدِيث فَإِنَّهُ مثل اسْمه أبدا حَدِيث)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute