للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(صَاح مَا أعطر الْقبُول بنمه ... أتراها أَطَالَت البث ثمه)

(هِيَ دَار الْهوى منى النَّفس فِيهَا ... أَبَد الدَّهْر والأماني جمه)

(إِن يكن مَا تأرج الجو مِنْهَا ... واستفاد الشذا وَإِلَّا فممه)

(من بطرفي بنظرة ولأنفي ... فِي رباها وَفِي ثراها بشمه)

(ذكر الْعَهْد فانتفضت كَأَنِّي ... طرقتني من الملائك لمه)

(وَطن قد نضيت فِيهِ شبَابًا ... لم تدنس مِنْهُ البرود مذمه)

(بنت عَنهُ وَالنَّفس من أجل من ... خلفته فِي جَلَاله مغتمه)

(كَانَ حلما فويح من أمل ... الدَّهْر وأعماه جَهله وأصمه)

(تَأمل الْعَيْش بعد أَن أخلق ... الْجِسْم وبنيانه عسير المرمه)

(وغدت وفرة الشبيبة بالشيب ... على رغم أنفها معتمه)

(فَلَقَد فَازَ مَالك جعل الله ... إِلَى الله قَصده ومأمه)

(من يبت من غرور دنيا بهم ... يلْدغ الْقلب أَكثر الله همه)

ثمَّ أحَال اللّحن إِلَى لون التنويم، فَأخذ كل فِي النعاس والتهويم، وَأطَال الجس فِي الثقيل، عاكفا عكوف الضاحي فِي المقيل، [فخاط عُيُون الْقَوْم بخيوط النّوم، وَعمر بهم المراقد، كَأَنَّمَا أدَار عَلَيْهِم الفراقد] ثمَّ انْصَرف، فَمَا علم بِهِ أحد وَلَا عرف. وَلما أَفَاق الرشيد جد فِي طلبه، فَلم يعلم بمنقلبه، فأسف للفراق، وَأمر بتخليد حكمه فِي بطُون الأوراق، فَهِيَ إِلَى الْيَوْم تروى وتنقل، وتجلى الْقُلُوب بهَا وتصقل. وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>