السعيدة، الفاضلة الطاهرة، كَرِيمَة شرفه، وَبكر حجابه، ودرة صدفه، فَاطِمَة، جعلهَا الله خير خلف، من أمهاتها اللأى طَال مَا اهْتَدَى بِهن الرِّجَال، وَإِن كن نسا، وَنقل عَنْهُن إِلَى أبنايهن، وهم الْمُؤْمِنُونَ، حكم الله صباحا ومسا، خطْبَة كَانَ السعد قايد زمامها، واليمن مُقَرر أَحْكَامهَا، والرضى وَالْقَبُول ضامني تَمامهَا. فَتلقى الشريف الطَّاهِر، أَبُو عبد الله عَنْهَا بِالْقبُولِ وَالرِّضَا خطبَته، وأسعف رغبته، وَرَأى أَنه كَمَا قيل فِي أَوَّلهمْ، فَحل لَا يقْدَح أَنفه، وكفؤ يَقْتَضِي الْعدْل والعلمية أَن يمْنَع صرفه، وَعلم لَا يجهل اسْمه وَلَا يُنكر فعله، وَلَا يحذف حرفه. فَكَانَ الارتياح والنشاط، وَالرِّضَا والاغتباط، ثمَّ الِالْتِزَام والارتباط، وانعقد بَينهمَا [النِّكَاح فِي الخطوبة، الْمُسَمَّاة على بركَة الله الباهرة الْآيَات، وعَلى صدَاق مبلغه مَا بَين نقد معجل وكالي مُؤَجل كَذَا وَكَذَا، النَّقْد من ذَاك كَذَا وَكَذَا والكالى وَقدره كَذَا وَكَذَا، وسعت المكارمة أنظاره إِلَى كَذَا وَكَذَا من الْآن] ، تحمل وَالِد الزَّوْج، حرس الله أَسبَاب معاليه، وبلغه من سَعَادَة الزَّوْجَيْنِ مَا يرتضيه، جَمِيع مَا ذكر، من نقد الصَدَاق وكاليه، [تحمل حمل لَا مدْخل للحمالة كَحكم فِيهِ] وعَلى ذَلِك انْعَقَد النِّكَاح، وتمت مَعَانِيه، وبسببه اسْتَقَلت مبانيه، وَهِي متصفة بالأوصاف الَّتِي تبيح كَمَال الْإِشْهَاد وتسنيه. تزَوجهَا بِكَلِمَة الله، الَّتِي علت الْكَلِمَات وفاقتها، وبهرت الْأَبْصَار وراقتها، وَتَقَدَّمت الْأَعْمَال الصَّالِحَة فَمَا حدتها الْمَوَانِع وَلَا عاقتها، وعَلى سنة سيدنَا ومولانا مُحَمَّد، رَسُوله، الَّتِي انتخبتها المراشد وانتقتها [ونظمت الميامن ونسقتها] ، وعَلى مَا أَخذه الله سُبْحَانَهُ، لِلزَّوْجَاتِ على أَزوَاجهنَّ، وللأزواج على الزَّوْجَات، من حسن الْعشْرَة،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute