للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويعجبني نصُّ القلاصِ على الوجا ... وإن سرنَ شهراً بعدَ شهرٍ مطردا

عواسفُ خرقٍ ما لهنَّ تئيةٌ ... إذا ملنَ في سهبٍ تعرفنَ قرددا

يخصنَ بأيديهنَّ بيداً عريضةً ... وليلاً كأثناءِ الرويزي أسودا

إذا مالَ جلُّ الليلِ واطرقَ الكرى ... أثرنَ قطاً من آخرِ الليلِ هجدا

ورحلي على هوجاءَ حرفٍ شملةٍ ... ذمولٍ إذا التاثَ المطيُّ وهودا

موثقةِ الأنساءِ مضبورةِ القرى ... تسومُ بهادٍ في القلادةِ أقودا

على مرساتِ الجندلِ الصمِّ رفعت ... بهنَّ كما رفعتَ ظلاً ممددا

لها عجزٌ تمت ورجلٌ قبيضةٌ ... تشلُّ يداً ما الخطو فيها بأحردا

بها أثرٌ في موضعِ النسعِ لاحبٌ ... ومصدرُ فضل النسعِ من حيثُ أوردا

جرى النسعُ منصباً من الرحلِ وارداً ... فلما مضى من خلفهِ الرحلُ أصعدا

إلى كاهلٍ منها إذا شدَّ فوقهُ ... بأحبلهِ الميسُ العلافيُّ أوفدا

كأنَّ أمامَ الرحلِ منها وخلفهُ ... صفيحاً لدى صفقي قراها مسندا

سفينةُ برٍّ تحتَ أودعَ لا تني ... براكبها تجتابُ سهباً عمردا

إذا امتدَّ أثناءُ الزمامِ ازدهت بهِ ... كما يزدهي الذعرُ الظليمَ الخفيددا

تذاءبُ أحياناً مراحاً وحدةً ... زهتها فما باليتُ ألاَّ تزيدا

بذي شقةِ جوابِ أرضٍ تقاذفت ... بهِ سارَ حتى غارَ ثمتَ أنجدا

أعذني عياذاً يا سليمانُ إنني ... أتيتكَ لما لم أجد عنكَ مقعدا

لتؤمنني خوفَ الذي أنا خائفٌ ... وتبلعني ريقي وتنظرني غدا

فراراً إليكَ من واريَ ورهبةً ... وكنتَ أحقَّ الناسِ أن أتعمدا

وأنتَ امرؤٌ عودتَ نفسكَ عادةً ... وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا

تعودتَ ألاَّ تسلمَ الدهرَ خائفاً ... أتاكَ ومن آمنتهُ أمنَ الردى

أجرتَ يزيدَ بن المهلبِ بعدما ... تبينَ من بابِ المنيةِ موردا

ففرجتَ عنهُ بعدما ضاقَ أمرهُ ... عليهِ وقد كانَ الشريدَ المطردا

سننتَ لأهلِ الأرضِ في العدلِ سنةً ... فغارَ بلاءُ الصدقِ منكَ وأنجدا

وأنتَ المصفى كل أمركَ طيبٌ ... وأنتَ ابنُ خيرِ الناسِ إلاَّ محمدا

وأنتَ فتى أهلِ الجزيرةِ كلها ... فعالاً وأخلاقاً وأسمحهم يدا

وأنتَ من الأعياصِ في فرعِ نبعةٍ ... لها ناضرٌ يهتزُّ مجداً وسوددا

وقال أيضاً:

نزلنا بمخشيِّ الردى آجن الصرى ... تناذرهُ الركبانُ جدبِ المعللِ

غشاشا ملا حتى روينَ وعلقوا ... أداوى سقوا فيها ولما تبللِ

وأشعثَ راضٍ في الحياةِ بصحبتي ... وإن متُّ آسى فعلَ خرقٍ شمردلِ

تبدلَ بالنعمى بئيساً وشفهُ ... مخاوفُ تزري بالغريرِ المغفلِ

طريدٍ مطا حتى كأنَّ ثيابهُ ... على جلدِ مسجونٍ وإن لم يكبلِ

دنا لي فأعداني وقالَ وقد بدت ... شواهدُ مشهورٍ أغرَّ محجلِ

وقالَ وقد مالت بهِ نشوةُ الكرى ... نعاساً ومن يعلق سرى الليلِ يكسلِ

أنخ نعطِ أنضاءَ النعاسِ دواءها ... قليلاً ورفه عن قلائصَ كللِ

فقلتُ لهُ كيفَ الإناخةُ بعدما ... حد الليلَ عريانُ الطريقةِ منجلي

ألا ترهبُ الأعداءَ أن يمحلوا بنا ... أو البعثَ من ذاك الأميرِ الموكلِ

وأشعثَ قد ألقى الوسادةَ فانطوى ... إلى دفِّ منجاةِ الذراعينِ عيهلِ

وقد ضمرت حتى كأنَّ وضينها ... وشاحٌ بكفي ناهدٍ لم تسربلِ

وهنَّ يقطعنَ اللغامَ كأنهُ ... سبائخُ من قطنٍ بأذرعِ غزلِ

فألقى بثنييهِ على شرخِ رحلها ... أخو قفراتٍ ثمَّ قالَ لها حلِ

إذا وثبت من مبركٍ غادرت بهِ ... دماً من أظلٍّ راعفٍ لم ينعلِ

ألم تعلمي يا عمركِ اللهُ أنني ... أضمنُ سيفي حقَّ ضيفي ومرجلِ

إذا الشولُ راحت وهي حدب ظهورها ... يسفنَ مقذى مقرمٍ لم يجزلِ

فأجلت وقد أمكنتهُ من عقيرةٍ ... تخيرتها سمنى أيانقَ بزلِ

أفزَّ نساً من بعدِ ساقٍ أثرها ... لعابُ الفرندِ الخالصِ المتنخلِ

ولستُ بقوالٍ إذا قالَ صاحبي ... لكَ الخيرُ مرني أنتَ ما شئتَ أفعلِ

<<  <   >  >>