للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإني لحلوٌ إنْ أريدَتْ حلاوتي ... ومرٌّ إذا نفسُ العزوفِ أمرَّتِ

أبيٌّ لما آبَى سريعٌ مباءَتِي ... إلى كلٍّ نفسٍ تنتحِي في مسرتِي

إذا ما أتتنِي ميتتِي لمْ أبالِها ... ولمْ تذرِ خالاتِي الدموعَ وعمتِي

وقال الشنفري، وهي من اختيار أبي تمام الطائي، يرثي خالهُ تأبط شراً: المديد

إنَّ بالعشبِ الذي دونَ سلعٍ ... لقتيلاً دمهُ ما يُطَلُّ

خلفَ العبءَ عليَّ وولَّى ... أنا بالعبءِ لهُ مستقلُّ

ووراءَ الثارِ منِّي ابنُ أختٍ ... مصعٌ عقدتْهُ ما تحلُّ

مطرقٌ يرشحُ سماً كما أطْ ... قَ أفعَى ينفثُ السمَّ صلُّ

خبرٌ ما نابنا مصمئلٌّ ... جلَّ حتى دقَّ فيهِ الأجلُّ

بزنِي الدهرُ وكانَ غشوماً ... بأبيٍّ جارُهُ ما يذَلُّ

شامِسٌ في القُرِّ حتى إذا ما ... ذكتِ الشعرَى فبردٌ وظلُّ

يابسُ الجنبينِ من غيرِ يؤسٍ ... ونديُّ الكفينِ شهمٌ مدلُّ

مسهلٌ في الحيِّ أحوَى رفلٌّ ... وإذا يغزُو فسمعٌ أزَلُّ

ولهُ طعمانِ أرْيٌ وشريٌ ... وكلا الطعمينِ قدْ ذاقَ كلُّ

يركَب الهولَ وحيداً ولا يص ... حبُهُ إلاَّ اليمانِي الأفلُّ

وفتوٍّ هجروا ثمَّ أسرَوا ... ليلهُمْ حتى إذا انْجابَ حلُّوا

كلَّ ماضٍ قدْ تردَّى بماضٍ ... كسنا البرقِ إذا ما يسلُّ

فاحتسَوا أنفاسَ نومٍ فلمّا ... ثملُوا رعتهُمُ فاشمعلُّوا

فلئنْ فلَّتْ هذيلٌ شباهُ ... لبما كانَ قديماً يفلُّ

وبما يبرِكُهُمْ في مناخٍ ... جعجعٍ ينقبُ فيهِ الأظلُّ

صليتْ منِّي هذيلٌ بخرقٍ ... لا يملُّ الشرَّ حتى يملُّوا

يوردُ الصعدةَ حتى إذا ما ... أنهلتْ كانَ لها منهُ علُّ

تضحكُ الضبعُ لتقلَى هذيلٍ ... وترى الذئبَ لها يستهِلُّ

وعتاقُ الطيرِ تهفو بطاناً ... تتخطاهمْ فما تستقِلُّ

حلتِ الخمرُ وكانتْ حراماً ... وبلأْيٍ ما ألَمَّتْ تحلُّ

فاسقنيها يا سوادَ بنَ عمرٍو ... إنَّ جسمِي بعدَ خالِي لخلُّ

تأبط شراً

وقال تأبط شراً، واسمه ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب ابن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار، وهي مفضلية: البسيط

يا عيدُ مالكَ من شوقٍ وإيراقِ ... وكرِّ طيفٍ على الأهوال طراقِ

يسرِي على الأيْنِ والحياتِ محتفياً ... نفسي فداؤكَ منْ سارٍ على ساقِ

إني إذا خلةٌ ضنتْ بنائِلها ... وأمسكتْ بضعيفِ الحبلِ أحذاقِ

نجوتُ منها نجائِي منْ بجيلةَ إذْ ... ألقيتُ ليلةَ خبتِ الرهطِ أرواقي

ليلةَ صاحُوا وأغروا بي سراعهُمُ ... بالعيكتينِ لدَى معدَى ابن براقِ

كأنَّما حتحثُوا حصاً قوادِمُهُ ... أوْ أمَّ خشفٍ بذِي شثٍّ وطباقِ

لا شيءَ أسرَعُ مني ليْسَ ذا عذَرٍ ... أوْ ذا جناحٍ بجنبِ الرَّيْدِ خفاقِ

حتَّى نجوتُ ولمّا ينزعُوا سلَبِي ... بوالِهٍ منْ قبيضِ الشدِّ غيداقِ

ولا أقولُ إذا ما خلَةٌ صرَمَتْ ... يا ويحَ نفسِيَ من شوقٍ وإشفاقِ

لكنما عولِي إنْ كنتُ ذا عولٍ ... على بصيرٍ بكسبِ الحمدِ سباقِ

سباقِ غاياتِ مجدٍ في عشيرتهِ ... مرجعِ القولِ هداً بينَ أرفاقِ

عارِي الظنابيبِ ممتدٍّ نواشرُهُ ... مدلاجِ أدْهَمَ واهِي الماءِ غساقِ

حمّالِ ألْوِيَةٍ شهادِ أنديَةٍ ... قوالِ محكمَةٍ جوابِ آفاقِ

فذاكَ همِّي وغزْوِ أستغيثُ بهِ ... إذا استغثتُ بضافِي الرأْسِ نغاقِ

كالحقفِ دملَكَهُ النامونَ قلتَ لهُ ... ذو ثلتينِ وذو بهمٍ وأرباقِ

وقلةٍ كسنانِ الرمحِ بارزةٍ ... ضحيانةٍ في شهورِ الصيفِ محراقِ

بادرتُ قنتها صحبي وما كسلُوا ... حتى نميتُ إليها بعد إشراقِ

لا شيءَ في ريْدِها إلاَّ نعامتُها ... منْها هزيمٌ ومنها قائِمٌ باقِ

بشرثَةٍ خلقٍ يوقَى البنانُ بِها ... شدَدْتُ فيها سريحاً بعدَ إطراقِ

يا مَنْ لعذالَةٍ خذالَةٍ أشِبٍ ... حرقَ باللومِ جلدِي أيَّ تحراقِ

<<  <   >  >>