للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما كانَ منَّا منْ يحالفُ دونكمْ ... ولو أصفقتْ قيسٌ علينا وخندفُ

ولمَّا رأينا الحيَّ عمرَو بنَ عامرٍ ... عيونهمُ يابْنَيْ أُمامةَ تذرفُ

وقفْنا فأصلحْنا علينا أداتَنا ... وقُلنا ألا اجْزُوا مُدلجاً ما تسلَّفوا

فظلْنا نهزُّ السَّمهريّ عليهمِ ... وبئسَ الصَّبوحُ السَّمهريُّ المثقَّفُ

فكنَّا كمنْ آسَى أخاهُ بنفسهِ ... نعيشُ معاً أو يتلَفونَ ونتلفُ

وجئْنا بقومٍ لا يُمنُّ عليهمِ ... وجمعٍ إذا لاقى الأعاديَّ يزحفُ

وقومٍ إذا شلُّوا كأنَّ سوامَهمْ ... على ربعٍ وسطَ الدِّيارِ تعطَّفُ

وقالتْ ربايانا ألا يالَ عامرٍ ... على الماءِ راسٌ منْ عليٍّ ملفَّفُ

نُطاعنُ أحياءَ الدُّرَيْدينِ بالضُّحى ... أُسودُ فروعُ الغيلِ عنها تكشَّفُ

علَوْنا قنوْنَى بالخميسِ كأنَّنا ... أتِيٌّ سرَى منْ آخرِ اللَّيلِ يقصفُ

فلمْ تتهيَّبْنا تهامةُ إذْ بدا ... لنا دوْمُها والظَّنُّ بالقومِ يخلفُ

ظللنا نفرِّي بالسُّيوفِ رؤوسهمْ ... جهاراً وأطرافُ الأسنَّةِ ترعفُ

أبو داود الرّؤاسيّ

وقال أبو داود الرّؤاسيّ، أحد بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، واسمه يزيد بن عمرو:

يا دارَ عبلةَ بالعلياءِ منْ ظلمِ ... ما إنْ تَبينُ مغانيها منَ القِدمِ

هاجتْ عليكَ شؤوناً غيرَ واحدةٍ ... وذكَّرتكَ بذحلٍ غيرِ منتقمِ

أمستْ رهينةَ دهرٍ لا فكاكَ لها ... بينَ الرِّياحِ وبينَ الوبلِ والدِّيمِ

نحنُ الذينَ تحمَّلنا على ملأٍ ... سيرَ المخبَّبِ منْ إيرٍ إلى الرَّقمِ

لا غروَ إلاَّ لواءٌ تحتهُ ظعُنٌ ... ولا مسارحُ إلاَّ عازبَ النَّعمِ

إذا مياهٌ جهرْناها وأجدَبَنا ... رعيٌ سقيْنَا بأُخرى غيرَها سدمِ

إذا اتَّقتْنا معمَّاةٌ بمهلكةٍ ... نبزُّها بجميعِ الأمرِ مظّلمِ

وكانَ مفزَعُنا جرداً مسوَّمةً ... كأنَّهنَّ عجيمٌ بزَّ عنْ جرمِ

يخرجنَ منْ كلِّ أوبٍ تحتَ ألويةٍ ... يُكبحنَ منْ حذرِ الأضغانِ باللُّجمِ

يحملنَ فتيانَ صدقٍ كانَ عادتهمْ ... ضربَ الحبيكِ وإقداماً على البهمِ

يطرِّفونَ بضربٍ لا كفاءَ لهُ ... يومَ الصَّباحِ وطعنٍ صائبٍ خذمِ

ونحنُ أهلُ بُضيعٍ يومَ طالَعنا ... جيشُ الحُصينِ طِلاعُ الخائفِ الكزمِ

ساقُوا شعوباً وعنزاً منْ ديارهمِ ... ورَجلَ خثعمَ من سهلٍ ومنْ علمِ

منَّاهمُ منيةً كانتْ لهمْ كذباً ... إنَّ المُنى إنَّما يوجَدنَ كالحلمِ

ولَّتْ رجالُ بني شهرانَ تتبعُها ... خضراءُ يرمُونَها بالنَّبلِ عنْ شممِ

والزَّاعبيَّةُ تُحفيهمْ وقدْ جعلتْ ... فيهمْ نوافذَ لا يُرقعنَ بالرُّسُمِ

ظلَّتْ يَحابرُ تُدعى وسطَ أرحُلِنا ... والمستَميتُونَ منْ حاءٍ ومن حكمِ

حتَّى تولَّوا وقدْ كانتْ غنيمتهمْ ... طعناً وضرباً غيرَ مقتسمِ

إذا نجاوزُ ضرباً عن محجَّمةٍ ... تُذري سنابكُها الدَّقعاءَ في اللِّممِ

ونحنُ إذا سارَ وثَّابٌ بأُسرتهِ ... للحيِّ حيِّ بني البكَّاءِ ذي الصَّممِ

كنَّا لططْنا ملطَّ السِّترِ فانحدرتْ ... أهلُ الحجازينِ منْ نصرٍ ومنْ جشمِ

حتَّى تداركنَ بالفقعاءِ شأوهمُ ... عندَ البنيَّةِ من زيٍّ ومنْ زرمِ

واسألْ سلولاً بنا إذْ ضاقَ مبركُها ... إذْ لا تفيءُ إلى حلٍّ ولا حرمِ

سهم بن حنظلة الغنويّ

وقال سهم بن حنظلة الغنويّ، أحد بني جابر بن ضبيبة:

هاجَ لكَ الشَّوقُ من ريحانَة الطَّربا ... إذْ فارقتكَ وأمستْ دارُها غرَبا

ما زلتُ أحبسُ يومَ البينِ راحلَتي ... حتَّى استمرُّوا وأذرتْ دمعَها سرَبا

حتَّى ترفَّعَ بالحِزَّانِ يركضُها ... مثلُ النَّهاءِ مرتْهُ الرِّيحُ فاضطرَبا

والغانياتُ يقتِّلنَ الرِّجالَ إذا ... ضرَّجنَ بالزَّعفرانِ الرَّيطَ والنُّقَبا

منْ كلِّ آنسةٍ لمْ يغذُها عدمٌ ... ولا تشدُّ لشيءٍ صوتَها صخَبا

إنَّ العواذلَ قدْ أهلكْنني نصباً ... وخلتُهنَّ ضعيفاتِ القُوى كذبا

<<  <   >  >>